إيران تصدر حكمًا بالإعدام على معارض كان مقيم في فرنسا.. كيف اعتقله الحرس الثوري الإيراني وهل باريس متورطة بذلك؟
أصدرت محكمة إيرانية حكمًا بالإعدام والسجن على الصحفي المعارض، روح الله زم، مدير قناة “آمد نيوز” والتي تبث على تطبيق “تليغرام”.
الحكم بالإعدام بسبب الإفساد بالأرض
وأشار المتحدث باسم السلطة القضائية في الحكومة الإيرانية، غلام حسين إسماعيلي إن المحكمة أصدرت الحكم بحق روح الله زم، في 13 تهمة وجهت إليه منها مايتعلق بتهمة “الإفساد في الأرض”.
وأوضح المتحدث أنه صدر بحقه حكم الإعدام بسبب هذه التهمة، والسجن لبقية الاتهامات، مشيرًا إلى أن هذا الحكم ليس نهائيًا، حيث يستطيع المتهم الطعن لدى المحكمة العليا، ولفت إلى أن رأي المحكمة هو من سيقرر المصير النهائي للمعارض الإيراني.
روح الله كان يقيم في فرنسا
وكان الناشط والإعلامي المعارض روح الله زم البالغ من العمر 47 عامًا، يقيم في فرنسا منذ مايقارب الـ 12 عامًا بصفة لاجئ، ولعب دورًا كبيرًا في الاحتجاجات التي شهدتها المدن الإيرانية في 2017، حيث تحتوي قناته في تليغرام على مليون مشترك وهو ما ساعده على بث آراء معارضة للحكومة الإيرانية.
الحرس الثوري يعتقل روح الله
وقامت السلطات الإيرانية باعتقال المعارض العام الماضي، حيث أعلن الحرس الثوري الإيراني في بيان نشره منتصف تشرين الأول 2019 اعتقال روح الله بعد عملية استخباراتية وصفها بالـ “المعقدة و الذكية”.
وأضاف البيان أنّ المعتقل “كان تحت إدارة أجهزة استخبارات فرنسا، وحماية وإسناد أجهزة استخبارات الولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني”، قبل أن تستدرجه الاستخبارات التابعة للحرس الثوري إلى داخل إيران حيث تم اعتقاله.
بينما قالت زوجة المعارض الإيراني، مهسا رازاني، بعد الإعلان عن اعتقاله لوسائل الإعلام أنه غادر باريس إلى بغداد ولم يتصل بها منذ وصوله إلى العاصمة العراقية.
ثم اتصل بزوجته وقال إنه على ما يرام، لكن ذلك بطريقة أثارت شبهاتها، لتشاهد بعد ذلك في وسائل الإعلام الإيرانية أنباء عن اعتقاله.
دور الاستخبارات الفرنسية
من جانبها قالت صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية بإن امرأة شابة، وهي عميلة للحرس الثوري، أقنعت روح الله بالتوجه إلى العراق للقاء المرجع الديني الشيعي الأعلى، آية الله علي السيستاني، مشيرًة إلى أن أجهزة الاستخبارات الفرنسية كانت على دراية بشأن عملية اعتقال المعارض.
وأكدت صحيفة “تايمز” البريطانية بأن معارضين إيرانيين مقيمين في أوربا وخبراء فرنسيين يعتقدون أن الاستخبارات الفرنسية هي من سمحت باستدراج روح الله إلى الكمين وذلك كبادرة “حسن نية”، من أجل تشجيع إيران على الإفراج عن أكاديميين فرنسيين اثنين معتقلين لديها.