اكتشاف أول حالة إصابة بكوفيد-19 في أحد مخيمات لاجئي الروهينغا
بدأت وكالات الأمم المتحدة الإنسانية بتكثيف جهود الاستجابة لكوفيد-19 في مخيم اللاجئين الروهينجا في كوكس بازار، ببنغلاديش، عقب توثيق أول حالة إصابة بفيروس كورونا في مخيم كوتابالونغ يوم الخميس، وإصابة أحد أفراد المجتمع المضيف بالعدوى.
وفي تصريحات صحفية من جنيف، قال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، أندريه ماهيستش، إن كلا المصابيْن بمرض كوفيد-19 توجها إلى أحد المرافق الصحية التي يديرها الشركاء الإنسانيون حيث أخذت عيّنات منهما ليتم فحصها في مختبر IEDR الميداني في كوكس بازار.
وأضاف ماهيستش: “بعد التأكد من نتيجة الفحص، تم تنشيط “فرق التحقيق السريع” للتحقيق في الحالتين، والشروع بالعزل والعلاج وتتبع الاتصالات، والحجر وفقا لإرشادات منظمة الصحة العامة”.
وتعمل مفوضية اللاجئين منذ آذار الماضي مع حكومة بنغلاديش على دعم جميع جهود التصدي والوقاية من الفيروس، ومع ظهور أول حالة مؤكدة، فقد تم تفعيل آليات التصدي للفيروس.
وأشارت المفوضية إلى أن الاختبار في كوكس بازار بدأ في بداية شهر نيسان ، وحتى تاريخ 14 أيّار ، تم فحص 108 من اللاجئين. وأضاف المتحدث باسم المفوضية: “ثمّة مخاوف جدية بشأن التأثير الخطير والمحتمل للفيروس في مخيمات اللاجئين المكتظة بالسكان التي تأوي نحو 860 ألف لاجئ”.
يعيش نحو 400 ألف من أبناء بنغلاديش في المناطق المجاورة للمخيمات، وتُعدّ هذه المجموعات من بين الأكثر عرضة للإصابة بالمرض عالميا، إذ تعاني المناطق المكتظة من بنى تحتية محدودة للصحة والماء والصرف الصحي.
استنفار للتصدي للمرض
ومنذ آذار ، نفذت المفوضية والشركاء الإنسانيون مجموعة من تدابير التأهب والوقاية، وتم وضع إجراءات للاستجابة للحالات المشتبه بها في المجتمعات المضيفة ومجتمعات اللاجئين في كوكس بازار. وعملت المنظمات على تدريب 250 نقطة اتصال سريرية على “نظم الإنذار والاستجابة المبكرة” .
وتلقّى أكثر من 3000 من المتطوعين اللاجئين على التدريب والعمل في المخيمات لضمان نشر الرسائل المهمة بما في ذلك العاملون في مجال الصحة المجتمعية والحماية المجتمعية وقادة المجتمع من الأئمة ومجموعات المجتمع المدني.
وبحسب مفوضية اللاجئين، يتم تبادل وسائل الاتصال في المخيمات باستخدام الراديو والمقاطع المصورة والملصقات والرسائل بلغات الروهينجا والبورمية والبنغالية لشرح كيفية انتشار الفيروس وكيف يمكن الوقاية منه وتحديد الأعراض والتماس الرعاية.
تجهيز الأسرّة ومراكز العزل والعلاج
وعملت المنظمات على زيادة عدد مرافق غسل اليدين في مراكز التوزيع، ونقاط الصحة والتغذية، كما يجري إنشاء “مراكز عزل وعلاج” مخصصة لإدارة الحالات الشديدة في المرافق الصحية القائمة وفي المواقع الجديدة.
بدوره، قال المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة في المؤتمر من جنيف، بول ديلون، بأن المنظمة عملت على “تجهيز 250 سريرا لعزل وعلاج الحالات المصابة بعدوى شديدة في الجهاز التنفسي”، إضافة إلى مواقع للحجر في 35 من مرافق الرعاية الأولية التي تدعمها الأمم المتحدة، وثلاثة مراكز عزل وعلاج، ومركز للحجر وتتبع الاتصال مكون من 93 وحدة، ويمكن لهذه المراكز استيعاب 465 شخصا مع الانتهاء من تجهيزها.
ذكرى مؤلمة للروهينجا
يصادف شهر آب/أغسطس المقبل مرور ثلاثة أعوام على فرار الروهينجا من الاضطهاد العنيف في ولاية راخين المجاورة في ميانمار.
وفي العام الماضي، تضرر نحو 16 ألف شخص من هطول أمطار تواصل على مدار 24 ساعة خلال موسم الأمطار الموسمية.
من جانبها، أكدت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي، إليزابيث بيرز، أن برنامج الأغذية يعمل على تنظيف المصارف وتثبيت المنحدرات التي يمكن أن تنزلق بسبب هطول الأمطار الغزيرة، مع اقتراب موسم الأمطار الموسمية والذي يشكل عبئا مضافا على هؤلاء اللاجئين.
كيف يمكنني مساعدة اللاجئين خلال أزمة #فيروس_كورونا؟
إليكم خمس طرق للمساعدة: https://t.co/zuxn3JK2TJ pic.twitter.com/OQjJpsDRBW
— مفوضية اللاجئين (@UNHCR_Arabic) May 15, 2020
حاجة إلى 320 مليون دولار
وقالت بيرز: “هناك حاجة ماسة إلى 320 مليون دولار لمساعدة الأشخاص الأكثر ضعفا. هناك حاجة إلى 200 مليون دولار من هذا المبلغ لاستجابة البرنامج لكورونا في بنغلاديش، والمبلغ المتبقي (120 مليون دولار) سيلزم لمساعدة مسلمي الروهينجا على مدار الأشهر الستة المقبلة”.
وأضافت أن الإغلاق وتقييد الحركة يؤثران على سبل كسب العيش لملايين الناس في بنغلاديش وخاصة من يعتمدون على الأجور اليومية مثل سائقي العربات والعمال الذين يجدون أنفسهم غير قادرين على تلبية الاحتياجات الأساسية.
وبحسب مخطط برنامج الأغذية العالمي، سيضمن التمويل الأمن الغذائي للأسر في المناطق الريفية والأحياء الفقيرة المدنية فضلا عن العمال الذين يعتمدون على الأجور اليومية.
يُذكر أن خطة الاستجابة الإنسانية المشتركة للاجئين الروهينغا ممولة حالياً بنسبة 26% فقط.
المصدر : الأمم المتحدة