الأردن.. الأمير حمزة بن الحسين: أخضع للإقامة الجبرية ولست طرفاً في أي مؤامرة
قال ولي العهد الأردني السابق، الأمير حمزة بن الحسين، إن قيادة جيش المملكة وجهت له بالبقاء في منزله وعدم الاتصال بأحد، نافياً مسؤوليته عن أي فساد أو ضلوعه بأي مؤامرة.
جاء ذلك في مقطع مصور نشره الأمير حمزة بُعيد تأكيد وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) اعتقال رئيس الديوان الملكي الأسبق باسم ابراهيم عوض الله، ومبعوث الملك الخاص السابق إلى السعودية الشريف حسن بن زيد، لأسباب أمنية.
وقال الأمير حمزة بلغة إنجليزية: “أصور هذا التسجيل اليوم لمحاولة توضيح ما حصل لي خلال عدة ساعات ماضية. زارني صباح اليوم قائد هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأردنية (اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي) حيث أبلغني بأنه لا يُسمح لي بالخروج من منزلي أو الاتصال بأحد أو لقاء أحد، لأنه تم، في اللقاءات التي حضرتها أو المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي حول الزيارات التي قمت بها، تسجيل انتقادات إلى الحكومة أو الملك”.
وتابع: “سألته ما إذا كنت أنا من وجه هذه الانتقادات، فأجاب بـ(لا)، هذا تحذير منه ومن قبل قائد الشرطة وقائد أجهزة الأمن والمخابرات”.
وأردف: “منذ ذلك الحين تم اعتقال عدد من الأشخاص الذي أعرفهم بينهم عدد من أصدقائي، وجرى إبعاد حرسي الأمني مع قطع الإنترنت والاتصال الهاتفي… هذه المرة ربما الأخيرة التي يمكنني فيها الاتصال (بالناس)”.
وتابع مشدداً: “كما قلت لقائد هيئة الأركان حينما زارني، لست مسؤولاً عن انهيار الحكومة والفساد وعدم الكفاءة التي كانت سائدة في هيكل الحكم على مدى السنوات الـ15 أو الـ20 الأخيرة والتي تزداد سوءً كل عام. لست مسؤولاً عن عدم ثقة الناس بمؤسساتهم، هم (السلطات) من يتحمل المسؤولية”.
واستطرد قائلاً: “للأسف تراجع هذا البلد من أحد البلدان الأكثر تقدماً في المنطقة في مجالات التعليم والرعاية الصحية وكرامة الإنسان والحريات إلى بلد يؤدي فيه حتى انتقاد بسيط لجانب محدود في السياسة إلى الاعتقال والمضايقة من قبل أجهزة الأمن. الوضع وصل إلى نقطة حيث لا يستطيع أحد التحدث أو التعبير عن رأي حول أي شيء دون التعرض للتنمر والاعتقال والمضايقة والتهديد. ما حدث يمثل منعطفاً حزيناً ومؤسفاً للغاية”.
اقرأ أيضا: بعد تأكيد اعتقالهما في الأردن.. من هما باسم ابراهيم عوض والشريف حسن بن زيد؟
وشدد: “حياة ومستقبل أطفالنا وأطفالهم على المحك في حال استمرار هذا الأمر. النظام الحاكم وضع رفاههم في المركز الثاني حيث قرر أن مصالحه الشخصية والمالية وفساده أهم من حياة وكرامة ومستقبل 10 مليون شخص يعيش هنا”.
وأكد: “أصور هذا الفيديو لتوضيح أنني لست طرفاً في أي مؤامرة أو منظمة شنيعة أو مجموعة خارجية كما يوصف هنا كل من يتحدث علناً. كنت أتحدث للناس وحاولت البقاء متصلاً معهم آملاً في أن يفهموا أن هناك أفراداً في هذه العائلة لا يزالون يحبون هذا البلد ويضعهم في المركز الأول… هذا على ما يبدو يعتبر جريمة تستحق عزلاً وتهديداً”.
وأضاف: “أنا حالياً في منزلي مع زوجتي وأطفالنا الصغار، وأردت تسجيل هذا المقطع لأؤكد بكل وضوح للعالم أن ما تشاهدونه هنا استناداً إلى النهج الرسمي لا يعكس على الإطلاق الأوضاع الحقيقية على الأرض. للأسف هذا البلد أصبح منغمساً في الفساد والمحسوبية وسوء الحكم، والنتيجة من ذلك تتمثل في تدمير أو فقدان الأمل بمستقبلنا وكرامتنا والحياة، ما يمكن رؤيته لدى كل أردني. نواجه تهديداً دائماً لأننا نريد مجرد قول الحقيقة أو نحاول الإعراب عن قلقنا وأملنا بشأن مستقبلنا”.
وفي وقت سابق من السبت، أفادت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية بأن السلطات الأردنية اعتقلت ولي العهد السابق و20 آخرين بتهمة “تهديد استقرار البلاد”، لكن وكالة الأنباء الرسمية “بترا” قالت في وقت لاحق إنه ليس موقوفاً.
وأكد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي، أنه تم الطلب من الأمير حمزة التوقف عن “تحركات ونشاطات توظف لاستهداف أمن الأردن”.
من هو الأمير حمزة بن الحسين؟
وُلد في مارس/ آذار 1980، وهو الابن الأكبر للملك الحسين من زوجته الرابعة الملكة نور الحسين، والأخ غير الشقيق للملك عبد الله الثاني.
أنهى الأمير حمزة بن الحسين تعليمه الابتدائي في عمان، ومن ثم درس بمدرسة هارو بالمملكة المتحدة، والتحق بعد ذلك بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية وتخرج منها بتفوق عام 1999، كما تخرج من جامعة هارفرد الأميركية في مطلع عام 2006 وحصل على شهادة الماجستير في الدراسات الدفاعية من كلية كينغز كوليج لندن في المملكة المتحدة عام 2011.
تولى الأمير حمزة بن الحسين ولاية العهد بالفترة بين 7 فبراير/ شباط 1999 إلى 28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2004، وفي 29 أغسطس/ آب 2003 عقد قرانه على الأميرة نور بنت عاصم بن نايف بن عبد الله الأول، وأنجب منها الأميرة هيا، إلا أنهما انفصلا في شهر سبتمبر/ أيلول من عام 2009.
وفي 11 يناير/ كانون الثاني 2012، أعلن عن خطوبته من الكابتن طيار بسمة محمود العتوم، من قرية كفرخل في جرش. وتم عقد القران في اليوم التالي، ورُزق منها بـ5 أبناء.
ينوب الأمير حمزة عن الملك عبد الله الثاني في مناسبات ومهام رسمية مختلفة في داخل المملكة وخارجها، كما أنه يرأس اللجنة الملكية الاستشارية لقطاع الطاقة، والرئاسة الفخرية لاتحاد كرة السلة الأردني، وله اهتمام برياضات التايكواندو والرماية وركوب الخيل والرياضات الجوية.
المصدر: وكالات