الأكراد محاصرين في سوريا لم يعد لديهم صديق.. أزمة اقتصادية حادة في مناطق الإدارة الذاتية
تعاني الإدارة الذاتية في مناطق شرق الفرات من أزمة اقتصادية حادة، وخاصة بعد إغلاق جميع المعابر مع المناطق المجاورة وتركها وحيدة دون أي تعامل تجاري، إضافة إلى قيام التحالف الدولي بمنع الأكراد من أي تعامل مع نظام الأسد ضمن الحرب الاقتصادية التي تقودها واشنطن ضد النظام.
تقليص مناطق الإدارة الذاتية
بعد استيلاء قوات المعارضة السورية على عدد من المناطق التي كانت تسيطر عليها “قسد”، فقدت الأخيرة مساحة كبيرة من الأراضي، في كل من ريف حلب وريفي الحسكة والرقة، وهو ما فرض على مناطق الإدارة الذاتية نوعًا من الحصار الاقتصادي.
فرض قيود على بضائع “قسد”
كانت للعمليات العسكرية التي قادتها تركيا في شرق الفرات، أثرًا كبيرًا على الاقتصاد في المنطقة، حيث فرضت قيودًا على البضائع الداخلة والخارجة من مناطق “قسد”، وخصوصًا بعد وقوع عدة تفجيرات في مناطق المعارضة كان المتهم الأكبر فيها تنظيم بي كي كي الإرهابي.
ركود اقتصادي
تعاني الأسواق في مناطق شرق الفرات من حالة ركود كبيرة وذلك لعدة أسباب، ولعل أهمها إغلاق المعابر الداخلية مع مناطق سيطرة المعارضة وعدم السماح بدخول البضائع إلى مناطق “قسد”، وكذلك الهبوط الحاد الذي تشهده الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي، مما زاد من معاناة المواطنين اللذين عمد الكثير منهم إلى الانتساب لقوات “قسد” لكسب المزيد من المال.
تطبيق قانون قيصر يضع “قسد” في عزلة
وكذلك بدء سريان مفعول قانون قيصر الأمريكي والذي يحجم من التعامل بين قسد ونظام والأسد مما قد يغلق المعابر النهرية الغير نظامية والتي تقوم بتهريب مادة النفط إلى الضفة المقابلة من نهر الفرات والتي تسيطر عليها قوات نظام الأسد، وهو الأمر الذي يهدد بخسارة قسم كبير من المواطنين عملهم القائم على عمليات التهريب المستمرة مع تجار النظام
لا يوجد من يشتري النفط
وتسيطر قسد على كبرى حقول النفط في المنطقة وتقوم بنقل المنتجات النفطية عبر أراضيها إلى كردستان العراق عبر معبر سيمالكا، بينما أصدرت مؤخرًا إدارة المعبر قرارًا يقضي بإغلاق المعبر لتاريخ 6 حزيران وذلك بسبب حظر التجوال التي فرضته حكومة كردستان العراق بسبب كورونا والذي قد يؤدي إلى زيادة العرض على منتجات النفط ويقابلها توقف الطلب عليه مما يزيد من حالة الركود السائدة في السوق.
أراضي غير مزروعة
بنما يعاني القطاع الزراعي من أزمات كبيرة تعود إلى سوء الإدارة الذاتية في التعامل مع المواطنين وفرض أسعار متدنية مقابل محاصيل القمح والشعير والتي فرضت على المزارعين بيعها لها حصريًا مما قلل من مكاسب الفلاح الذي قرر عدم زراعة الأرض بسبب عدم وجود مكاسب مادية من ورائها.
وكان الأكراد قد فرضوا الحكم الذاتي على المنطقة وعينوا مجالس مدنية لتسيير أمور المدنيين، وذلك عقب السيطرة على مناطق شرق الفرات بالكامل بقيادة التحالف الدولي الذي ترأسه الولايات المتحدة الأمريكية ضد تنظيم داعش.