الأكراد يتوصلون إلى تفاهم ملزم.. من هي الأطراف المشاركة وما هي حصة كل طرف من الإدارة الذاتية وكيف حُلت معضلة البيشمركة؟
أعلنت الأطراف الكردية التوصل لتفاهمات “ملزمة” فيما بينها تمهد الطريق للوصول إلى اتفاق دائم يشكل مرجعية موحدة للأكراد في سوريا.
تفاهمات ممهدة للاتفاق الشامل
وبيّنت الأطراف الكردية أنها توصلت إلى وثيقة وقع عليها الطرفان، وهي بمثابة تفاهمات “ملزمة”، وليس اتفاق سياسي وعسكري وإداري، بل ممهد للاتفاق النهائي.
وقالت الأحزاب الكردية المشاركة في بيان لها، إنها توصلت إلى رؤية سياسية مشتركة “ملزمة” بهدف الوصول إلى تفاهمات أولية، “حول الحكم والشراكة في الإدارة والحماية والدفاع أساساً لمواصلة الحوار، والمفاوضات الجارية بين الوفدين تهدف للوصول إلى توقيع اتفاقية شاملة في المستقبل القريب”.
من هي الأطراف المشاركة؟
المفاوضات الكردية كانت شاقة وطويلة، بسبب حجم الخلاف الكبير بين الأطراف، ولولا الرعاية الأمريكية الفرنسية لكانت قد توقفت كما حصل سابقًا.
وضمت المفاوضات كل من حزب الاتحاد الديمقراطي الـ “PYD” الذي ينفرد بالإدارة الذاتية لمناطق شمال شرق سوريا، ويمثله عسكريًا وحدات حماية الشعب الـ “YPK”.
والمجلس الوطني الكردي المنضوي تحت مظلة الائتلاف الوطني السوري المعارض، ويمثله عسكريًا قوات البشمركة المتواجدة في إقليم كردستان العراق، بالإضافة إلى أحزاب أخرى لا تنتمي لهذين التجمعين السياسيين.
ثلاث مراحل لتطبيق التفاهم
وحدد التفاهم نسبة كل طرف في الإدارة الذاتية، حيث يحصل كل طرف على 40 في المائة، ويترك 20 في المائة لباقي الأحزاب والشخصيات المستقلة.
وفي المرحلة الثانية من التفاهم، يصار إلى تشكيل لجنة مشتركة لوضع آليات انضمام أحزاب المجلس الوطني الكردي إلى الإدارة الذاتية، وإعادة صياغة العقد الاجتماعي ووثائق الإدارة بما ينسجم مع التطورات الحالية بهدف تحقيق شراكة فعلية لهذه الجهات بالهيئات التابعة للإدارة، وتوحيدها سياسياً وإدارياً، والعمل من أجل توثيق تمثيل مختلف المكونات الأخرى.
أما المرحلة الثالثة والتي يتم فيها تأسيس لجنة مشتركة من المرجعية لدمج القوات العسكرية، ورفض وجود أكثر من قوّة عسكريّة في المناطق الكردية، وهو ما يفتح المجال لدخول قوات البيشمركة إلى مناطق شمال شرق سوريا.
البرنامج السياسي للمرجعية الكردية
- سوريا دولة موحدة لكل سكانها نظامها فيدرالي يحصل الأكراد فيها على جميع حقوقهم بما فيه حق تقرير المصير.
- المجلس الوطني الكردي غير ملزم بالانسحاب من الائتلاف الوطني المعارض، ولكن عليه أن يسحب اعترافه بالجناح العسكري وكل الجهات العسكرية التي تنضوي تحت الائتلاف أو خارجه.
- المرجعية الكردية الموحدة المنبثقة عن هذا التفاهم ستكون ممثلًا للكرد في المحافل الدولية وببرنامج واحد.
- تركيا دولة جارة ستعمل المرجعية على حل الخلافات معها ومنع العداوات.
ماذا عن المناطق تحت سيطرة الجيش الوطني السوري؟
وفي ما يخص مناطق رأس العين وعفرين وتل أبيض، والتي تم السيطرة عليها من قبل قوات المعارضة السورية بالتعاون مع الجيش التركي، فحدد التفاهم أن المرجعية القادمة ستعمل بعد تشكيلها على:
- إعادة هذه المدن لأهلها وإخراج القوى العسكرية منها والمطالبة بإعادة آمنة للسكان ومنع التغيير الديمغرافي وفتح قنوات دبلوماسية مع جميع الأطراف لتحقيق ذلك.
- تشكيل إدارة مدنية لهذه المدن تتولى مهام إدارتها من كل النواحي.
- مطالبة الجهات المعنية باسترجاع الأملاك والعقارات والأموال المنهوبة ومحاسبة المجرمين على كل جرائمهم بحق سكان هذه المدن.
رأي الإدارة الأمريكية
وفي نهاية وثيقة التفاهم فقد اتفق الطرفان على إحالة كل النقاط السابقة إلى لجان مختصة لتفعيل التفاهم تمهيدًا للوصول إلى اتفاق نهائي.
وغادر المستشار الأمريكي الخاص في قوات التحالف الدولي وليام روباك، وسيأخذ نسخة من التفاهم لعرضه على الإدارة الأمريكية، وإحاطة وزارة الخارجية بمحتوى التفاهم الكردي- الكردي.
بيان استنكار غاضب
وكانت شخصيات وقوى من مناطق الشمال الشرقي من سوريا قد أصدروا بيانًا استنكروا فيه التوافقات بين الأطراف الكردية، ووصل عدد الموقعين عليه أكثر من 700 شخص.
وأدان البيان استغلال “بعض الأطراف” معاناة الشعب السوري وبذله التضحيات لبناء دولة ديمقراطية “لتجري تفاهمات منفردة على مستقبل بلاده، مستقوية عليه في ذلك بالظروف والتدخلات الدولي”.
وأعلن الموقعون على البيان رفضهم لهذه التفاهمات، وأكدوا استحالة فرض أي اتفاق – على أرض سوريا – لا يقبل به السوريون.
كما أكدوا أن إدارة شؤون المنطقة ومكافحة الإرهاب فيها تستلزم التعاون مع كافة المكونات، باختيار الشركاء الجيدين وإبعاد المتورطين بدماء المدنيين.
موضوعات قد تهمك: اجتماعات متواصلة للأطراف الكردية في سوريا.. هل ينجحون في التوصل إلى اتفاق بعد قطيعة طويلة؟ وكيف سيؤثر ذلك على ملف الحل السياسي؟