الشعب السوري مهدد بمجاعة وأمريكا مصرة على معاقبة الأسد.. الأزمة الإقتصادية تستحوذ على نقاش مجلس الأمن حول سوريا
خيّمت الأزمة الاقتصادية وهبوط سعر الليرة السورية على نقاش مجلس الأمن للوضع في سوريا، وحذر فيها المبعوث الأممي جير بيدرسون من حدوث مجاعة، فيما أكدت واشنطن أنها ستحرم الأسد من النصر العسكري.
خطر المجاعة
وقال بيدرسون في كلمته التي ألقاها عبر تقنية الفيديو، الثلاثاء 16 حزيران، إن الشعب السوري يعتريه الخوف على مستقبل بلده، وأضاف أنه “في أسبوع واحد فقط خلال الفترة المشمولة بالتقرير انخفض سعر الليرة السورية أكثر مما كان عليه في السنوات التسع الماضية، قبل أن يرتفع إلى حد ما. لكن تقلبات العملة والأسعار لا تزال حادّة، وبلغ معدل التضخم مستويات الذروة في الأشهر الستة الماضية”.
وأشار إلى ارتفاع تكلفة الدواء وندرته، وارتفاع أسعار الأغذية وتعطيل سلاسل الإمداد، وتقلص القدرة الشرائية للمواطنين العاديين بسبب الأجور في القطاعين الخاص والعام التي لم تعد تكفي لتلبية المطالب اليومية.
ولفت بيدرسون إلى أنه قبل هذا الإنهيار كانت الدراسات تقول أن 80 في المائة من الشعب السوري يعيشون تحت خط الفقر، ولا شك أن الوضع أكثر صعوبة اليوم، وأن الفقر يزداد حدة، كما أن المجاعة ستدق الأبواب في سوريا إذا لم يتم احتواء الوضع الاقتصادي.
الوضع مستقر في إدلب
وأوضح المبعوث الدولي أن التهدئة التي فرضت من قبل روسيا وتركيا لا تزال صامدة في الشمال الغربي، رغم وجود مؤشرات تبعث على القلق، مثل زيادة القصف المتبادل، تقارير عن تعزيزات من الجانبين، أو غارات جوية من قبل النظام منذ ثلاثة أشهر، وتقارير عن نزوح مدني جديد.
وناشد بيدرسون جميع الأطراف الحفاظ على التهدئة في إدلب وغيرها من المناطق ووقف إطلاق نار في عموم البلاد، بما يتماشى مع قرار 2254، ومعالجة التحديات التي تفرضها المجموعات الإرهابية المدرجة عبر نهج هادف وفعّال ويقوم على التعاون لحماية الاستقرار والدفاع عن المدنيين ويحترم بالكامل القانون الإنساني الدولي.
احتجاجات شعبية بسبب سوء المعيشة
وقال بيدرسون أنه بسبب أزمة المصارف اللبنانية والعقوبات الأمريكية والأوروبية الشديدة التي تستهدف أشخاص وكيانات ذات صلة بالنظام وتحد من الاستثمارات في سوريا، رأينا بعض السوريين يخرجون في مظاهرات سلمية في بعض المناطق في الأسابيع الأخيرة مثل السويداء ودرعا وإدلب، ويحتجون على مجموعة من المظالم.
عقد جولة جديدة للجنة الدستورية
بيدرسون أعلن عن استعداده لعقد جولة ثالثة من اجتماعات اللجنة الدستورية بين المعارضة والنظام السوري في جنيف نهاية آب المقبل.
وعُقدت جولتان من اجتماعات اللجنة الدستورية في تشرين الثاني 2019، إلا أن الجولة الثانية فشلت بسبب خلاف على جدول الأعمال.
وكان بيدرسون أعلن، في آذار الماضي، توصل النظام والمعارضة السورية إلى اتفاق على جدول أعمال اللجنة الدستورية، وقال: بعد مشاورات مطولة وبتيسير مني، وافق الرئيس المشارك المسمى من قبل الحكومة السورية أحمد الكزبري والرئيس المشارك المسمى من قبل هيئة المفاوضات السورية هادي البحرة على جدول الأعمال.
وتسبب انتشار فيروس كورونا في منع عقد الجولة، تزامنًا مع رفض النظام السوري وروسيا عقد جولة افتراضية عبر تقنية الفيديو.
تهديد أمريكي
ومع بدء تفعيل قانون قيصر، قالت مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي كيلي كرافت، في إحاطة عبر الفيديو، أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي، إن واشنطن ستحرم نظام بشار الأسد، من النصر العسكري عبر قطع الإيرادات عنه، مشيرًة إلى أن عقوبات “قانون قيصر” لا تطال الشعب السوري، بل “النظام والفاسدين”.
وشددت أن الخيار الوحيد أمام النظام هو الدخول في المسار السياسي وفق قرار مجلس الأمن 2254، أو حرمانه من تمويل إعادة الإعمار وفرض عقوبات تطاله وداعميه، وطالبت النظام بالإفراج الفوري عن آلاف المعتقلين في سجونه.
روسيا ستفي بالتزاماتها
أما المندوب الروسي في مجلس الأمن، فاسيلي نيبينزيا، فقال إن روسيا ستفي بالتزاماتها في إدلب، لمنع الجماعات الإرهابية من استعادة السيطرة على المناطق.
ودعا نيبينزيا، المندوبة الأمريكية، لمعرفة الذين ينتهكون وقف إطلاق النار في إدلب، وذلك رداً على دعوة المندوبة لروسيا والنظام السوري للتمسك بوقف إطلاق النار في إدلب.