الليرة السورية تواجه خطر الانهيار الكامل.. ما هي الأسباب التي تقف وراء تدهورها وكيف يحاول النظام الهروب من هذا المأزق؟
بدأت الليرة السورية بالتهاوي بشكل متسارع مع نهاية شهر أيار وبداية شهر حزيران الحالي، ووصل سعر صرف الليرة إلى أرقام قياسية أمام الدولار، في أقوى أزمة اقتصادية يواجهها نظام الأسد على الإطلاق.
أسباب داخلية
بعد أكثر من تسع سنوات من إعلان بشار الأسد الحرب على شعبه، برزت مجموعة من الأسباب الخاصة بالشأن السوري وفي بنية الاقتصاد السوري أدت لهبوط الليرة السورية ويمكن حصرها بـ :
- خلو البنك المركزي السوري من النقد الأجنبي والذهب، بعد وضع خزينة الدولة للإنفاق على تمويل العمليات العسكرية ضد الثورة السورية.
- توقف شبه كامل لعجلة الإنتاج، بعد قيام قوات نظام الأسد بـ “تعفيش” المدينة الصناعية بحلب، وعدم قدرة النظام على إعادة إعمار ما دمرته الحرب.
- خروج البترول والسلع الاستراتيجية من أيدي النظام، فمنطقة الشمال الشرقي الغنية بالنفط والغاز تحت سيطرة قوات “قسد” وهي خارج سيطرة النظام.
أسباب خارجية
وأبرز تلك الأسباب هي العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الدول الغربية على النظام، وعلى الشخصيات السياسية والعسكرية التي تأتي في أعلى الهرم، وذلك على خلفية الجرائم التي ارتكبتها قوات النظام بحق المدنيين ورفضه المستمر الدخول في العملية السياسية.
أسباب طارئة
ثمة عوامل طارئة أخذت تعصف بالاقتصاد السوري، جعلت الليرة السورية تهوي بشكل متسارع نهاية أيار وبداية حزيران.
- ارتفاع وتيرة الخلافات البينية ضمن الدائرة الضيقة للعائلة الحاكمة، هذه الخلافات والتصدعات ظهرت للعلن، وخصوصًا خلاف بشار الأسد ورامي مخلوف.
- استمرار واشنطن في ممارسة الضغوط القاسية على إيران، وهي الداعم الرئيس لبشار الأسد، وهو الأمر الذي أربك طهران ودفعتها إلى الانكفاء والانشغال بهمومها الداخلية، وتقليص دعمها للنظام.
- هبوط أسعار النفط الجنوني والذي أثر على روسيا وإيران بشكل مباشر، وأدى إلى قطع الإمدادات أو تخفيضها عن نظام الأسد.
- اقتراب تنفيذ قانون قيصر، الذي يحاصر نظام الأسد وداعميه، ويفرض عقوبات على كل من يتعامل مع النظام أو يقدم الدعم له من دول ومؤسسات وأفراد.
ماهي قدرة النظام على مجابهة الهبوط القياسي في سعر صرف الليرة؟
بعد كل هذه الأسباب يرى مراقبون أن قدرة النظام السوري على التحرك لوقف تدهور العملة تبدو شبه معدومة، فالمصرف المركزي شبه خالٍ من العملة الصعبة ولا توجد أي موارد تدر عليه العملات الأجنبية، فضلًا عن تفعيل قانون قيصر الذي سيحاصر النظام بشكل غير مسبوق، وسيقطع عنه كافة شرايين الإمداد الشرعية وغير الشرعية.
الشائعات وفعاليتها في مجابهة الضغوط على الليرة السورية
في ظل هذه الظروف لم يبق أي حلول للنظام سوى بث الشائعات الساذجة التي يروج لها، ومفعولها كمسكن الألم الذي لا يلبث أن يذهب مفعوله وتعود الأزمة إلى ما كانت عليه.
وبالفعل بدأت بعض المواقع والصفحات الموالية لنظام بشار الأسد بنشر الشائعات والترويج لصور مبالغ كبيرة من الدولارات، زعمت هذه المواقع أن المبالغ المذكورة سيتم ضخها بالأسواق لدعم الليرة ووقف تدهورها.
مواضيع قد تهمك:
العقوبات الاقتصادية مستمرة على نظام الأسد.. السفارة الأمريكية تكرر تحذيرها لدمشق
سوريا تحتل المرتبة الثانية بين الدول الخمس الأكثر بطالة في العالم