المفوضية السامية: أعداد اللاجئين تزداد حول العالم ولابد من تقديم دعم ثابت للبلدان المستضيفة في الشرق الأوسط
دعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، المجتمع الدولي، إلى تقديم دعم ثابت إلى البلدان المستضيفة للاجئين بمنطقة الشرق الأوسط في ضوء الاحتياجات الإضافية المتعلقة بفيروس كورونا، مشيرًة إلى وجود 13 مليون لاجئ ونازح سوري معظمهم تحت خط الفقر.
أعداد اللاجئين والنازحين بارتفاع
وقال الدكتور سامر حدادين، رئيس مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لـصحيفة “الشرق الأوسط”، إن عدد اللاجئين والنازحين على مستوى العالم بلغ رقمًا غير مسبوق، يقدر بـ80 مليون شخص بسبب النزاعات والاضطهادات والصراع والكوارث الطبيعية، وأضاف أن “الهجرة القسرية تطال الآن أكثر من واحد في المائة من سكان العالم، مع عدم قدرة المهجّرين على العودة إلى ديارهم”.
يعود القليل إلى بلدانهم
ووفق حدادين، فإن تضاؤل فرص اللاجئين في رؤية أي حل سريع ونهائي في الأفق لمحنتهم، “أثّر في الرأي العام الذي يعتقد أنهم عبء كبير على الدول المانحة والمستضيفة”، موضحًا أنه في تسعينات القرن الماضي، تمكن ما معدله 1.5 مليون لاجئ من العودة إلى ديارهم كل عام، بينما خلال العقد الماضي انخفض هذا العدد إلى نحو 385 ألف شخص، ما يعني أن ارتفاع أعداد المهجرين يفوق إلى حد كبير سرعة إيجاد الحلول لهذه الأزمات الإنسانية المتتالية.
ولفت إلى أن 45.7 مليون شخص نزحوا داخل بلدانهم، أما الباقون فهُجّروا قسرًا إلى دول أخرى، من بينهم 4.2 مليون شخص ممن ينتظرون نتائج طلبات اللجوء، في حين أن هناك 29.6 مليون لاجئ، إضافة إلى آخرين يُعدّون من المهجرين قسرًا خارج بلدانهم، منوّهًا بأن خطة الاستجابة للاجئين السوريين في عام 2020 تحدِّث متطلباتها بناء على دراسة ومتابعة دائمة للتطورات في المنطقة.
ما هي أسباب الزيادة في العامين الأخيرين؟
وعزا حدادين الزيادة الكبيرة في عدد اللاجئين والنازحين البالغة أكثر من 10 ملايين منذ نهاية عام 2018، إلى عاملين رئيسيين: أولهما؛ النزوح الجديد والمثير للقلق في عام 2019، ولا سيما في الكونغو الديمقراطية، ومنطقة الساحل، واليمن، وسوريا خصوصًا التي تستأثر وحدها بما مجموعه 13.2 مليون لاجئ وطالب لجوء ونازح داخليًا، وهو ما يمثل سدس إجمالي الأعداد على المستوى العالمي. ثانيهما؛ التطور الذي طرأ على وضع الفنزويليين خارج بلادهم، حيث إن كثيرًا منهم غير مسجلين قانونًا بوصفهم لاجئين أو طالبي لجوء، ولكنهم بحاجة إلى الحماية القانونية.
أكثر البلدان المصدرة للاجئين
وأوضح حدّادين أن أكثر من 80 في المائة يعيشون في بلدان أو أقاليم متضررة تواجه انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية الحاد والكبير ومخاطر تتعلق بالمناخ وغيرها من الكوارث؛ إذ إن أكثر من 77 في المائة عالقون في أوضاع نزوح طويلة الأمد، كالوضع في أفغانستان الذي يسير الآن في عقده الخامس، مشيرًا إلى أن أكبر الدول المصدرة للاجئين هي 5 دول تشكل ثلثي عدد المهجّرين عبر الحدود، تشمل سوريا وفنزويلا وأفغانستان وجنوب السودان وميانمار.
وقال حدادين: “وسّعنا نطاق عملنا للحفاظ على سلامة اللاجئين والنازحين داخليًا من أجل التصدي للفيروس من خلال الدعم المنقذ للحياة، بما في ذلك المياه والرعاية الطبية ومواد النظافة، حيث تساعد المفوضية في مراقبة انتشار الوباء وعمل ما يلزم للحد من حالات العدوى، وتقوم بتعزيز الصحة والنظافة العامة في مناطق اللاجئين والنازحين في 134 دولة، بما في ذلك نقل إمدادات الطوارئ جوًا وإنشاء وحدات العزل”.