وفاة برهان علوية الذي أخرج فيلم كفر قاسم ليرى فيلمه يتحقق في كافة أنحاء العالم العربي
من هو برهان علوية ؟
- وُلد برهان علوية عام 1941 في بلدة أرنون في جنوب لبنان، وانتسب في بدايات حياته إلى الحزب الشيوعي.
- درس السينما وعمل لسنتين مساعد مصور في TL تلفزيون لبنان. وبعد هزيمة يونيو / حزيران عام 1967، انخرط في إخراج أعمال برز فيها فكره السياسي والثقافي الداعم للقضية العربية.
- سافر إلى بلجيكا لإكمال دراسته الإخراج السينمائي. التحق بـالمعهد الوطني العالي لفنون العرض وتقنيات البث (إنساس).
- أخرج فيلماً قصيراً بعنوان “ملصق ضد ملصق” في عام 1973 وقدّم فيلماً آخر بعنوان “فوريار” في بروكسل. وثق من خلاله تجربة المعماري المصري حسن فتحي (1900 – 1989) في فيلم تسجيلي، وكذلك من أعماله “إليك أينما تكون”، و”خلص”، و”بعد حرب الخليج”، و”الحرامي”.
- يعتبر برهان علوية من أهم الأسماء اللبنانية التي آمنت بالسينما البديلة، كما يعتبر من بين أوائل من عملوا في هذا المضمار. عاش فترة طويلة جداً خارج لبنان، لكنه عمل على خدمة قضايا المنطقة العربية من خلال أعماله وأفلامه التي صورت كل الآلام والمآسي التي تمر بها المنطقة.
- هاجر إلى باريس بعد الاجتياح الإسرائيلي لبيروت عام 1982م، حيث صوّر “رسالة من زمن المنفى” و”رسالة من زمن الحرب”.
- في فيلمه “رسالة من زمن الحرب” يعايش ما خلفه الإسرائيليون من دمار بعد اجتياح عام 1982. ويصوّر الناجين وما آلت إليه أحوالهم، وهم عالقون بين حرب أهلية دموية، واجتياح خارجي يحاول أن يفنيهم.
- أما فيلمه الروائي “بيروت – اللقاء” (1982)، فهو حكاية حيدر وزينة، الطالبين اللذين جمعهما الحب وفرقت الحرب قلبيهما، وهما في الفيلم، عينة إنسانية عن حكايات أخرى كان يمكن أن تنتهي بنهايات سعيدة لولا جنون السلاح.
- في عام 1992 أخرج فيلم “وفي ليلة ظلماء” عن حرب الخليج مع مجموعة من المخرجين. وفي عام 2000 أخرج فيلم “إليك أينما تكون”. وفي عام 2006 كان فيلمه الروائي “خلص”. وهو حكاية أحمد وروبي، وكل الأشخاص الذين عاشوا وعاصروا الأحداث المأساوية في المنطقة، وخطفت أرواحهم وجعلتهم عاجزين عن رؤية أي شيء آخر.
أهم أفلام برهان علوية
لدى عودة برهان علوية إلى بيروت قدّم أفلاماً روائية ووثائقية عدة قال عنها “صنعت أفلاماً أنا اخترتها لا هي التي اختارتني”، ومن هذه الأفلام: “كفر قاسم” عام 1975 وهو الفيلم الذي تسبّب في شهرته عربياً، ثم “بيروت اللقاء” عام 1981، وفيلم “خلص” عام 2006، والفيلم الوثائقي “لا يكفي أن يكون الله مع الفقراء” عام 1978، و”رسالة من زمن الحرب” عام 1984، و”رسالة من زمن المنفى” عام 1987، و”أسوان والسد العالي” عام 1990.
برهان علوية وفيلم كفر قاسم
- كتب الروائي السوري خليل صويلح عن فيلم كفر قاسم نحو برهان علوية: “انطفأ برهان علوية أمس، لكن أفلامه، ستضيء الشاشات على الدوام، خصوصاً فيلمه الروائي الأول «كفر قاسم» (1974)، الذي شكّل وشماً لا يمحى في تاريخ السينما العربية (التانيت الذهبي في «مهرجان قرطاج» 1974)، عن قرية «كفر قاسم» الفلسطينية، موثقاً وقائع مجزرة معلنة ارتكبتها عصابة الهاغانا الإسرائيلية. تكمن حرارة هذا الفيلم في نبرته الوثائقية من جهة، وارتفاع منسوب التجريب في مقاربة المأساة الفلسطينية من جهةٍ ثانية. سيأسرنا إلى اليوم هذا النوع الهجين من السرد البصري، وتناوب الوثيقة والصورة المتخيّلة عنها.”
- في حين كتب المخرج السوري ثائر موسى على صفحته في فيسبوك عن الراحل برهان علوية: ” سلمنا أمورنا، في كل البلاد العربية، لأسوأ خلقنا؛ للعسكر الذين دمرونا بالمعنى الإنساني والحضاري.. لم أكن أدري حين صنعت فيلم “كفر قاسم” أن صور المهجرين الفلسطينيين، ستصبح صور الأمة جمعاء، حيث أصبحنا كلنا مهجّرين”
نعم برهان علوية، كلنا اليوم مهجّرون..
السلام لروح مخرج ساهم بتشكيل ذاكرتنا..”
حكاية فيلم كفر قاسم
يحكي الفيلم قصة مجزرة كفر قاسم التي ارتكبها الاحتلال في قرية كفر قاسم عام 1956م بحق العشرات من سكان القرية. انتج الفيلم في سوريا وتم عرضه عام 1975 واشتهر في العالم العربي وحصد ثلاث جوائز عربية ودولية.
وقد شارك فيه كل من الممثلين: عبدالله عباس، عصام عبه جي، شفيق المنفلوطي، توفيق مراد، حسيبة هاشم، زينة حنا، عبد الرحمن آل رشي، عبد الهادي الصباغ، أحمد أيوب، (أهالي قرية الشيخ سعد): شارلوت رشدي، نصر الدين شما، انتصار شما، مصطفى بريدي، عدنان بركات، سليم صبري، مكرم يونس، مظهر الحكيم.
وفاة المخرج برهان علوية
توفى المخرج اللبناني برهان علوية في بروكسل جراء نوبة قلبية مفاجئة عن عمر يناهز ثمانين عاماً وذلك يوم الخميس 9 سبتمبر 2021م، بعد مسيرة حافلة في العمل السينمائي والتلفزيوني. والمخرج الراحل من بلدة أرنون قضاء النبطية، وعمل كمساعد مصوّر ثم مراقب فيديو في تلفزيون لبنان قبل أن يبدأ رحلته خارج البلاد أتاحت له زيارة دول إفريقية مختلفة منها مصر والسودان والكونغو. وعندما عاد إلى بيروت عام 1967، وقعت حرب الأيام الستة التي دفعته لمغادرة لبنان إلى باريس.