بعد 64 عاماً.. ماكرون يعترف بتعذيب وقتل المناضل الجزائري “بومنجل”
اعترف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأن قوات بلاده عذبت وقتلت المناضل الجزائري علي بومنجل، خلال استعمارها لبلاده، ولم ينتحر كما حاولت باريس التغطية على الجريمة حينها.
وقالت الرئاسة الفرنسية، في بيان مساء الثلاثاء، إن ماكرون استقبل 4 من أحفاد بومنجل، وأبلغهم باسم الدولة الفرنسية أن الأخير “لم ينتحر وإنما عُذب ثم تم اغتياله”.
وتابع الإليزيه في بيانه أنه في العام 2000 “اعترف بول أوساريس (الرئيس السابق للاستخبارات الفرنسية في الجزائر العاصمة) بنفسه بأنه أمر أحد مرؤوسيه بقتل بومنجل وإخفاء الجريمة على أنها انتحار”.
وأضاف البيان أن ماكرون أبلغ أحفاد بومنجل أيضاً “باستعداده لمواصلة العمل الذي بدأ منذ سنوات عديدة لجمع الشهادات وتشجيع عمل المؤرّخين من خلال فتح الأرشيف، من أجل إعطاء عائلات جميع المفقودين على ضفّتي البحر الأبيض المتوسّط الوسائل لمعرفة الحقيقة”.
وكان علي بومنجل ناشطاً سياسياً ومحامياً مشهوراً عضواً في حزب الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري الذي أسّسه في 1946 فرحات عباس (أول رئيس للحكومة الموقتة للجمهورية الجزائرية) وبذلك أصبح مدافعاً عن المناضلين الجزائريين متّبعاً خطى شقيقه الأكبر أحمد، وهو محام بدوره.
ويقول مؤرخون من الجزائر وفرنسا، إن فرقة من المظليين (قوة استعمارية أرسلتها باريس آنذاك للقضاء على الثورة التحريرية الجزائرية) ألقت القبض على بومنجل في فبراير/ شباط 1957، بأحد أحياء العاصمة الجزائر، قبل أن تعذبه 43 يوما، لتعلن بعدها وفاته في 23 مارس/ آذار من السنة نفسها.
وقدمت الإدارة الاستعمارية، آنذاك، رواية تزعم انتحار بومنجل، لكن قيادة الثورة الجزائرية ومؤرخين قالوا إنه أُلقي من الطابق الخامس لعمارة في حي الأبيار، وسط العاصمة.
وعلى مدى عقود، تكررت دعوات لفرنسا من عائلة بومنجل ومنظمات جزائرية، إلى الكشف عن الرواية الحقيقية لوفاته، لكن باريس ظلت تتجاهل ذلك.
وجاءت خطوة الرئيس الفرنسي بعد أسابيع من تسلمه تقريراً حول الحقبة الاستعمارية من المؤرخ بنجامان ستورا، تضمن توصية بضرورة كشف حقيقة هذه الحادثة.
المصدر: مونت كارلو + الأناضول