تخريب تماثيل كريستوفر كولومبوس.. ما علاقة الرحالة الإيطالي بما يجري من أحداث ضد التمييز العنصري في أمريكا؟
كريستوفر كولومبوس إليه يعود الفضل باكتشاف قارة أمريكا، تحول إلى رمز للقمع والطغيان وتعرضت تماثيله إلى التخريب مع الاحتجاجات الأخيرة التي اجتاحت عدة ولايات أمريكية بعد مقتل جورج فلويد.
من هو كريستوفر كولومبوس؟
كريستوفر كولومبوس رحالة إيطالي، ينسب إليه اكتشاف العالم الجديد (أمريكا). ولد في مدينة جنوة في إيطاليا ودرس الرياضيات والعلوم الطبيعية في جامعة بافيا. عبر المحيط الأطلسي ووصل إلى الجزر الكاريبية في 12 أكتوبر 1492م لكن اكتشافه لأمريكا الشمالية كان في رحلته الثانية عام 1498 م. وتوجد بعض الآثار تدل على تواجد أوروبي في أمريكا قبل اكتشاف كولومبوس لتلك الأرض بوقت طويل.
كولومبوس رمز للقمع
ارتكب كولومبوس جرائم ضد الإنسانية وصنفه باحثون بأنه أحد رموز العنصرية فى التاريخ، حيث أنه دخل أمريكا على أشلاء ودماء أهلها، وسجلت كتب التاريخ فظائع ارتكبها كولومبوس وممولي رحلته الاستكشافية.
وبعد دخول الإسبان إلى أمريكا عاثوا فيها فسادًا، ونهبوا المعابد، ودمروا حضارة شعوب أمريكا الأصليين “حضارة الآزتيك والإنكا والمايا”، وأجبروا السكان المحليين على العمل بالسخرة فى مناجم الذهب والفضة فى ظروف قاسية دفعت الكثير منهم إلى الانتحار خلاصًا من العذاب.
وفظاعة كولومبوس وجنوده فى أمريكا لم تقف عند حد الجشع فقط، بل نبشوا قبور الموتى أيضًا، وانتزعوا الذهب والزمرد من بطون الموتى؛ إذ تقضى الطقوس الدينية الخاصة بالهنود الحمر بدفنه فى بطون الموتى، كما سن كولومبوس سنته السيئة فى جنوده، سواء فى استعباد الهنود للعمل بلا مقابل أو فى أسر السبايا واغتصابهم.
تخريب تماثيل كولومبوس
لم تتوقف الاحتجاجات الأمريكية الأخيرة عند الممارسات العنصرية للشرطة الأمريكية، بل امتدت لكل رموز العنصرية التاريخيين، حيث طالت الاحتجاجات عدة تماثيل لكريستوفر كولومبوس وتخريبها، بسبب ضلوعه فى عمليات الإبادة الجماعية ضد السكان الأصليين من الهنود الحمر.
فقد أُزيل تمثال للمستكشف الإيطالي كريستوفر كولومبوس في مدينة سان فرانسيسكو الأميركية وتم تفكيكه من قبل بلدية المدينة.
وأفادت صحيفة “سان فرانسيسكو كرونيكل” بأن مجلس المدينة قام بتفكيك التمثال البالغ وزنه طنين، والذي نُصب عام 1957، بعد أن تعرض للتخريب في الاحتجاجات خلال السنوات الأخيرة.
ووصفت كاثرين ستيفاني المسؤولة بالمدينة في بيان نشر على تويتر عملية الإزالة بأنها “خطوة ضرورية”، وقالت إن النصب يمثل “الأسس المؤلمة” لتاريخ البلاد.
وأضافت ستيفاني: “يجب علينا جميعًا أن ندين كلّاً من العبودية والقهر والاحتلال، التمثال يمثل نسخة خيالية من تاريخنا يحتفل بالرجل بينما يتجاهل الأذى الذي تسببت به أفعاله”.
وفي الأسبوع الماضي، تم قطع رأس تمثال لكولومبوس في مدينة بوسطن. وأضرمت النيران في آخر، وأُلقي في بحيرة في ولاية فرجينيا.
احتجاجات ضد العنصرية
وشهدت الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية احتجاجات ضد التمييز العنصري الذي تمارسه أجهزة الدولة والشرطة ضد المواطنين السود.
وبدأت الاحتجاجات بعد مقتل جورج فلويد الرجل الأسود على يد الشرطة الأمريكية، حيث وضع شرطي ركبته على رقبة فلويد لأكثر من ثماني دقائق مما أدى إلى وفاته.
مواضيع قد تهمك:
الفوضى تهدد الولايات المتحدة الأمريكية.. إصابات في صفوف الشرطة ومقتل جنديين بقاعدة عسكرية
الشارع الأمريكي يشتعل.. ترامب يصف حكام الولايات بالضعفاء في مواجهة احتجاجات فلويد