تكرار حرق المحاصيل الزراعية في سوريا.. من المستفيد ومن المتضرر
عادت الحرائق من جديد هذا العام لتلتهم المحاصيل الزراعية في سوريا، في الوقت الذي ينتظر فيه المزارعين موسم الحصاد كي يجمعوا رزقهم.
حوادث حرق المحاصيل الزراعية في سوريا بمختلف المناطق التابعة لمحافظات الرقة ودير الزور والحسكة، تثير الاستغراب، حيث من الواضح أنها مفتعلة، وتأتي دون أن يكون هناك سبب مألوف لحدوث هذه الحرائق وخاصة مناطق دير الزور والرقة والحسكة.
الجزيرة السورية أكبر المتضررين من حرائق المحاصيل الزراعية
تركزت أكبر مساحات الحرائق شرق سوريا في محافظات الحسكة والرقة ودير الزور، واللواتي يعتبرن خزان سوريا من الحبوب، حيث قدرت مساحة الأراضي المتضررة بآلاف الدونمات، 100 ألف منها كانت بمنطقة “القحطانية” في القامشلي فقط، وصنفت كأكثر منطقة تعرضت لحرق محاصيل زراعية شرق سوريا، إضافة إلى احترق ما يقارب 500 دونم من الأراضي الزراعية في قرية الواسطة التابعة لناحية “سلوك” شمال محافظة الرقة.
كما اندلع حريق آخر في ريف بلدة “المسرب” الغربي الواقعة بمحافظة دير الزور، حيث أظهرت مقاطع مصورة لأهالي المنطقة وهم يحاولون إطفاء الحرائق، وسبق هذه الحرائق حريق آخر لمحصول زراعي في قرية “الدروبية” شمال الرقة.
فيما التهم حريق آخر محاصيلاً زراعية في منطقة “السفيرة” التابعة لحلب، بالإضافة لحرائق طالت مساحة قدرها 100 ألف دونم من الأعشاب الرعوية في منطقة حماة.
ونشبت حرائق عديدة بالمحاصيل الزراعية في شمال الحسكة، حيث امتدت الحرائق لتشمل أراضي “أم الكيف” الزراعية وقرى “باب الخير” و”الأسدية” و”أم عشبة” و”الدردارا” في الريف الشمالي من بلدة “تل تمر”، مما أدى إلى إلحاق ضرر كبير في ممتلكات المواطنين دون أن يتمكنوا من السيطرة على الحرائق.
ووثقت شبكات حقوقية حصول حرائق في المنطقة الواقعة بين قريتي “العالية” و”مناجير” غربي مدينة رأس العين.
كما اندلعت ثلاثة حرائق في مساحات زراعية واسعة تقدر بأكثر من 160 دونما في قرية “عوج الجناة” بمنطقة سلمية في ريف محافظة حماة الشرقي.
وشهدت المحافظة حريق آخر نشب ضمن محطة “محردة” الحرارية، بالإضافة إلى اندلاع عدة حرائق في الأراضي الزراعية بالمنطقة الجنوبية على الحدودية السورية الأردنية في قرية “ذيبين” بريف السويداء الجنوبي.
كذلك أسفر قصف قوات النظام المستمرة على بلدات وقرى في ريف حلب الجنوبي قبل أيام عن احتراق أكثر مِن 10 هكتارات مِن الأراضي الزراعية، كما سبق واحترقت أراض زراعية أخرى بقصفٍ مماثل على إدلب وحماة.
من المسؤول عن حرق المحاصيل الزراعية في سوريا؟
وفي الوقت الذي تتبادل فيه عدة أطراف الاتهامات بشأن حرق المحاصيل نفت وكالة الأناضول أن يكون للقوات التركية شمال سوريا دخل بحرق المحاصيل بينما اتجهت وكالات مقربة من النظام السوري إلى توجيه أصابع الاتهام إلى القوات الأمريكية المتواجدة بمنطقة الجزيرة السورية.
وذكرت وكالات محلية عن إجراءات أقدمت عليها القوات الروسية وهي تدريب طائرات تابعة للنظام السوري في مناطق ريف حلب على استخدام طائرات الكشف وإسقاط البالونات الحرارية.
يذكر أن كافة حوادث الحرائق التي شهدتها المنطقة خلال الأيام الماضية روجت لها أواسط مقربة من نظام الأسد على أنها من فعل قوات “قسد” بهدف التشويه، وإجبار المزارعين على بيع محاصيلهم الزراعية للنظام.
بالفيديو نظام الأسد يحرق المحاصيل في ريف إدلب
وأحرقت قوات النظام والمليشيات الموالية له الأراضي الزراعية في ريف إدلب، وتناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم الأربعاء، تسجيلات مصورة تظهر مجموعة من قوات النظام يحرقون الأراضي الزراعية بريف إدلب، مشيرين إلى أنها قرب بلدة “معر شمارين”.
ادلب
بلدة معرشمارين
العصابات المجرمة الطائفية تحرق أشجار الزيتون والاراضي الزراعية
لن يكتفو بنبش القبور
قاتلكم الله ومن والاكم pic.twitter.com/PwMLNE7AVR— الناشط أبو محمد الحلبي (@abdallhhrfan) June 2, 2020
داعش يتبنى حرق المحاصيل الزراعية في الحسكة
تبنت داعش عمليات حرق المحاصيل الزراعية الأخيرة التي اجتاحت مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية وبعض مناطق نظام الأسد في محافظة الحسكة والرقة ودير الزور بدعوى أن تلك الأراضي تعود لمرتدين، حسب تعبيره.
وتوعد التنظيم في صحيفته بمزيدٍ من العمليات ضد المزارع والبساتين ومحصولي القمح والشعير.
وبحسب ما جاء في الصحيفة فإن عناصر التنظيم أقدموا على حرق عشرات الهكتارات من محاصيل القمح في قرية “مجيد” التابعة لبلدة مركدة بريف الحسكة.
كما أعلن التنظيم حرق محصول زراعي في بلدة “مركدة” وهدّد تنظيم “داعش” بحرق المزيد من محاصيل القمح والشعير في سوريا والعراق خلال موسم الحصاد الحالي.
يشار إلى أن 5.5 مليون سوري ما زالوا يعانون مِن انعدام الأمن الغذائي بنسبة انخفضت 20% عن العام الفائت، حيث تحتاج المناطق التي تسيطر عليها قوات نظام الأسد فقط، إلى نحو (1.5 مليون) طن سنوياً لسد احتياجاتها مِن مادة الطحين.