جيمس جيفري: لا يزال الأسد شخصًا منبوذًا.. قانون قيصر سيحاسب مرتكبي الجرائم ويمنع الجميع من التعامل مع النظام لمدة طويلة
مع دخول قانون قيصر حيز التنفيذ، أكد المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا “جيمس جيفري”، أن القانون سيكون ذا تأثير “طويل الأمد”، مجددًا موقف بلاده من ضرورة محاسبة الأسد على جميع “جرائم الحرب”.
نظام الأسد ارتكب جرائم حرب
وقال جيفري في مقال نشرته صحيفة “الشرق الأوسط” اليوم الخميس، إن قانون قيصر قائم على رسالة لداعمي دمشق، مفادها أن الأسد “لا يزال شخصاً منبوذًا”.
وفي معرض مقاله تحدّث المبعوث الأمريكي عن بعض جرائم الحرب التي ارتكبها نظام الأسد ضد المدنيين في سوريا، ومن بينها تدمير المستشفيات والمدارس وبنى تحتية مدنية، ومنشآت حددتها الأمم المتحدة لتجنيبها أي استهداف، إضافة إلى مسؤولية الأسد عن عدة هجمات بالأسلحة الكيميائية المحرمة دولياً.
قانون قيصر يستهدف جميع داعمي الأسد
وأوضح جيفري أن العقوبات الملزمة التي ينص عليها قانون قيصر تستهدف من يسهلون إنتاج النفط لنظام الأسد، وكذلك من يسهلون حصوله على سلع أو خدمات أو تكنولوجيا ذات صلة بالطيران، ويتم استخدامها لأغراض عسكرية.
وأضاف أن بلاده تسعى إلى وضع حد لعمليات حصول نظام الأسد على كل تلك السلع، والتي تعزّز من قدرة النظام على ارتكاب جرائمه المروعة.
وشدد على أن القانون يستهدف أيضاً، من يدعمون المرتزقة والجهات الأجنبية الفاعلة التي تديم الصراع بالنيابة عن النظام وحلفائه، إضافة إلى من يشاركون في الاستفادة من الحرب ويوفرون خدمات مهمة في مجال الهندسة والبناء للنظام.
وأكد أن “الأفراد والشركات في مختلف أنحاء العالم باتوا الآن تحت طائلة التعرض للمزيد من العقوبات إذا ما شاركوا في أنشطة إعادة الإعمار مع نظام الأسد”.
ولفت جيفري إلى أن قانون قيصر يتمتع بتأثير “طويل الأمد”، ويهدف إلى حرمان النظام وداعميه من أي استفادة اقتصادية محتملة من أي انتصار عسكري.
شروط واشنطن لرفع العقوبات
وعدد جيفري الشروط التي يجب على الأسد الامتثال لها، وقال إنه ينبغي أن يحاسب نظام الأسد المسؤولين عن ارتكاب جرائم حرب وفظائع أخرى وانتهاكات لحقوق الإنسان، وأن يتوقف عن رعاية الإرهاب ويخلق الظروف المواتية لعودة اللاجئين بشكل آمن وكريم وطوعي، قبل أن يسمح له بالانضمام إلى المجتمع الدولي والمشاركة في الاقتصاد الدولي.
وطالب النظام أيضًا بتفكيك برنامج الأسلحة الكيماوية التابع له، بشكل دائم وقابل للتحقق، وقطع علاقاته مع القوات العسكرية الإيرانية والمجموعات التي تدعمها إيران.
مطالبات الأسد وروسيا لرفع العقوبات
وحول مطالبات نظام الأسد وموسكو برفع العقوبات أو تخفيفها تحت ذريعة مكافحة فيروس كورونا، قال جيفري إن تلك الذريعة “ليست سوى حيلة أنانية للسماح للنظام بتحقيق انتصار عسكري ومنحه الغطاء اللازم لإثراء الأسد وممكّنيه. وبخلاف الدعاية التي ينشرها النظام، لقد دمّر تفضيل الأسد الحرب على السلام البلاد واقتصادها، وليست العقوبات الأمريكية”.
واشنطن مستمرة بتقديم المساعدات
ولفت المبعوث الأمريكي كذلك إلى أن العقوبات لا تستهدف الشعب السوري، وأن الأسد ونظامه، سرقوا المساعدات التي قدمت للسوريين على مدار سنوات، متعهدًا بمواصلة الولايات المتحدة “تقديم المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري وتسهيل وصولها، وتعزيز محاسبة المسؤولين عن ارتكاب الأهوال ومنع التوصل إلى حل سياسي.
وختم جيفري مقاله بالإشارة إلى أن الأسد يستطيع وضع حد لهذه الحرب غير الضرورية بمجرد إعلان وقف إطلاق نار شامل على مستوى البلاد، والمشاركة في محادثات اللجنة الدستورية في جنيف بشكل بنّاء وتنفيذ رؤية سياسية تمنح الأولوية لتطلعات الشعب السوري الديمقراطية، مهددًا بالقول: “إن العالم يراقب، وكل من يجري صفقات مع النظام عرضة للعقوبات”.