روسيا تنفذ أكبر هجوم إلكتروني ضد الولايات المتحدة الأمريكية
قال مكتب مدير المخابرات الوطنية الأمريكية، الثلاثاء 5 يناير/كانون الثاني 2021، إن موسكو كانت “على الأرجح” وراء سلسلة من هجمات التسلل الإلكتروني التي تمكنت من الوصول إلى عدد من الوكالات الاتحادية الشهر الماضي، حيث بدت وكأنها عملية كبيرة مخطط لها بعناية، وتمت على مستوى عال من الدقة والحرفية.
يعتبر هذا البيان هو أول تصريح رسمي لإدارة دونالد ترامب بشأن هجمات التسلل الإلكتروني، فقد صدر عن مكتب التحقيقات الاتحادي ووكالة الأمن القومي ووكالة الأمن الإلكتروني وأمن البنية التحتية داخل وزارة الأمن الداخلي.
هذه الجهات أوضحت أن هدف المتسللين كان جمع معلومات استخبارية، وليس القيام بأي أعمال تدميرية. وقال البيان إنهم حددوا عشر وكالات على الأقل تعرضت للتسلل الإلكتروني.
ترامب يرفض اتهام روسيا
يأتي هذا البيان الرسمي من أعلى جهات أمنية في الولايات المتحدة، وسط تضارب بالتصريحات بين الطبقة السياسية بواشنطن، فقد كان المسؤولون الذين تم اطلاعهم على التحقيق ووزير الخارجية مايك بومبيو قد قالوا في السابق إن موسكو وراء موجة الهجمات الإلكترونية، لكن الرئيس دونالد ترامب قال إن بكين ربما تقف وراء التسلل الإلكتروني.
لم يكتف ترامب برفض اتهام روسيا، بل كتب على حسابه الرسمي بموقع “تويتر”، إن “الإعلام يعاند في مناقشة احتمال أن تكون الصين وراء الاختراق الإلكتروني”، معتبراً أن بكين “قد تكون فعلاً وراء ذلك”.
لكن المعلومات التي كشفتها الجهات الأمنية في وقت سابق أشارت إلى أن نطاق الاختراق كان كبيراً جداً، فوفقاً لما هو معروف حتى الآن، نجح القراصنة في اختراق الرسائل الإلكترونية الداخلية لوزارة الخزانة ووزارة التجارة الأمريكية، إضافة إلى أنهم نفذوا إلى وزارة الطاقة التي تدير الترسانة النووية.
الرئيس الجديد يتوعد روسيا
لكن الرئيس المنتخب جو بايدن، والذي سيتسلم المنصب بشكل رسمي يوم 20 يناير/كانون الثاني 2021، كان أكثر حزماً، فقد قال رون كلين، الذي اختير ليكون كبير موظفي البيت الأبيض، إن رد بايدن على حملة الهجوم الإلكتروني الكبرى التي جرى الكشف عنها الأسبوع الماضي لن يقتصر على العقوبات.
كلين وفي مقابلة مع شبكة CBS، قال إن بايدن يدرس طرق الرد على من يشتبه بأنهم متسللون روس اخترقوا نحو ست وكالات حكومية أمريكية، واطلعوا على بيانات آلاف الشركات الأمريكية.
أضاف كلين أن “الأمر لا يقتصر على العقوبات، وإنما يمتد لتحركات يمكننا القيام بها لتحجيم قدرة الأطراف الأجنبية على شن مثل هذه الهجمات”.
في سياق متصل، نقلت وكالة رويترز عن أشخاص قالت إنهم مطلعون على الأمر، قولهم إن “الخيارات التي تدرسها إدارة الرئيس الجديد بايدن لمعاقبة روسيا بشأن دورها المزعوم تشمل عقوبات مالية وعمليات اختراق انتقامية للبنية التحتية الروسية”، في حين تنفي موسكو أي دور لها في الهجوم الإلكتروني.