رياضي شهير وصف المشهد بالعار .. العباءة العربية تثير غضب الغرب و”بيليه” البرازيلي يكشف عنصريتهم
أثار ارتداء الأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي للعباءة العربية “البشت الخليجي” خلال تتويجه مع فريقه بكأس العالم انتقادات واسعة، حيث اتهم البعض أمير قطر باستغلال الحدث الرياضي لصالحه وإجبار ميسي على ارتداء الزي العربي بأهم صورة في مسيرته الكروية.
ودعت بعض الشخصيات ووسائل الإعلام الغربية إلى عدم نشر صور ميسي وهو في رداء “البشت” الخليجي حتى لا يشاركوا في عمل وصفوه بـ “المهين”، مشيرين إلى أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أصر على أن ميسي لا يستطيع رفع الكأس البطولة دون أن يتم لفه أولاً بـ”بشت أسود”.
ويرى نقاد أن ارتداء ميسي للعباءة ليس سوى “أداة علاقات عامة للنظام القطري” لاستخدامها في “الغسيل الرياضي” خلال لحظة كان نصف سكان الأرض يتابعونها.
في حين قال البعض الآخر إن الغضب الموجه للزي الخليجي نابع من عنصرية وكراهية للعرب، متسائلين لماذا لم يغضب الغرب عندما ارتدى بيليه نجم البرازيل قبعة مكسيكية في مونديال المكسيك 1970 بعد فوز فريقه واعتبروها آنذاك تعايشاً ورسالة ثقافية.
وعلقت صحيفة “الغارديان” البريطانية على صور ميسي وهو يرتدي البشت، “كانت لحظة لاسترجاع استثمار قطر البالغ قيمته 220 مليار دولار”.
بينما تحدثت صحيفة “تلغراف” البريطانية في تقرير لها عن إصرار أمير قطر على لف ميسي ببشت أسود قبل التتويج، مشيرة إلى أن المشهد كان متناقضاً وانعكاساً واضحاً للتوترات السياسية التي شكلت كأس العالم هذه.
وأضافت “ميسي هو رمز الحلم لهذه البطولة المثيرة للجدل بشكل كبير، وشوهها موت العمال المهاجرين ومزاعم الفساد المستمرة، واستثمرها بعظمة رياضية حقيقية، لكن المضيفين لم يسمحوا له ببدء الاحتفالات دون المطالبة أولاً بقطعة منه”.
وكان رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، جياني إنفانتينو، يراقب إلباس أمير قطر العباءة العربية “البشت الخليجي” لميسي وهو يبتسم ولم تظهر عليه علامات الاستغراب أو الانزعاج.
وانتقد غاري لينيكر أحد أساطير كرة القدم الإنكليزية ومقدم برامج رياضية شهير، الفيفا لجعل ليونيل ميسي يرتدي “البشت” خلال عرض كأس العالم.
وقال لينيكر بحسب صحيفة “مترو“، “هذه لحظة سحرية، إنه عار عليهم الطريقة التي غطوا بها ميسي وقميص الأرجنتين”.
من جانبه، استنكر محلل “بي بي سي سبورت”، بابلو زاباليتا، الأمر قائلا: ” لماذا؟ لا يوجد سبب للقيام بذلك”.
ويرى الصحفي الرياضي، جون دوغان، إنه “لم يكن من المناسب أن تُمنح شرفك في الوقت الذي كان فيه ليونيل ميسي يرفع كأس العالم”، مشيرا إلى أنه سيكون من المناسب ذلك في وقت آخر.
في المقابل، حاولت المدونة سارة مرزوق عبر منشور على فيسبوك باللغة الإنكليزية توضيح معنى ارتداء العباءة “البشت” لدى العرب.
وقالت مرزوق “كان هناك قدر كبير من التعليقات على الإنترنت، بعضها مهين تماماً، فيما يتعلق بالرداء الأسود الذي ارتداه ليونيل ميسي”.
وأضافت “يسمى الثوب البشت وهو لباس خارجي يتم ارتداؤه في الدول ذات الغالبية العربية، الاسم مشتق من الكلمة الأكادية “بيشتو” والتي تعني النبل أو الهيبة”.
وتابعت: “يعتبر هذا الثوب رمزاً للشرف العظيم، إنه رمز للمكانة بين أفراد العائلة المالكة والأثرياء وذوي المكانة الاجتماعية العالية … عندما يكون أمير دولة يهب لك البشت ويضعه بين يديك، فهذا أعلى وسام يمكن أن يُمنح ولا علاقة له بالدين على الإطلاق”.
واعتبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي من العرب أن صورة ميسي بالزي الخليجي سترتبط بالأذهان بأن مونديال 2022 أقيم على أرض عربية والقائمون حاولوا ربط الحدث الرياضي بالثقافة العربية وهي فكرة ذكية.
المصدر: أورينت