شخصيات سورية توقع على إعلان “الوطنية السورية”.. ماذا يتضمن الإعلان وما هي مبادئه؟
وقّع نحو 300 شخصية سورية بيان “إعلان الوطنية”، أمس الاثنين، يدعو إلى تبنّي “الوطنية السورية”، كونها السبيل الوحيد لبناء الدولة السورية، في ظل انقسام المجتمع السوري وانقسام الجغرافيا السورية.
الشخصيات الموقعة على البيان من مختلف مكونات المجتمع السوري الإثنية والعرقية، من سياسيين معارضين ومثقفين وأستاذة جامعيين وكتاب وصحافيين وفنانين واقتصاديين، من بينهم “المفكر جاد الكريم جباعي، والناشط السياسي مازن عدي، والباحث حازم نهار، والإعلامي توفيق حلاق، والفنان عبد الحكيم قطيفان، والفنان سميح شقير، والفنان فارس الحلو، والكاتب فايز حداد، والأستاذ الجامعي محمود الحمزة”.
تعريف الوطنية
وحتى لا يكون مصطلح الوطنية عامًّا وغائمًا، فقد تضمّن الإعلان شرحاً لمصطلح الوطنية، وشرحا لمبادئها وأسسها والمحددات التي تنظم السياسات الداخلية والخارجية وحقوق الإنسان وغيرها.
ويعرّف الإعلان “الوطنيّة السوريّة” بأنها “انتماء إلى وطن اسمه سورية، بحدوده الرسمية، بحضارته وتاريخه وحاضره؛ وعليه تشكل هذه الوطنية، مع الزمن والتفاعل المجتمعي الحر، نسيجاً روحياً وثقافياً يستوعب السوريين جميعهم”.
ويرى الموقعون على الإعلان في “الوطنية” أمرين: الحد من خطر احتمال تشظي القضية السورية، وتحقيق أكبر قدر ممكن من استقلالية الإرادة والقرار الوطنيين.
ويوضح أيضًا أن “الوطنية السورية هي رابطتنا الجوهرية، وجسر التواصل بين السوريين، والمدخل إلى علاقات بعضهم ببعض”، ويرى الإعلان أيضًا أن “الوطنية السورية ليست نقيضًا أو بديلًا للانتماء القومي أو الديني أو الطائفي”.
مبادئ وأسس الوطنية
وحدد الموقعون على “الوطنية السورية” عدد من المبادئ والأسس، وهي:
الإنسان: هو “المبدأُ الرئيسي المؤسِّسُ للدولةِ الجديدةِ، وعليه يبنى مبدأُ المواطنة الذي يعني تساوي المواطنين في الكرامة الإنسانيّة، وأمام القانون في الحقوق والواجبات”.
الدولة الجديدة: هي الدولة السورية وتعني التزام المبادئ الفكرية والسياسية والأخلاقية التي تتأسس عليها الدولة الوطنية الديموقراطية الحديثة، فالدولة المستقبلية ليست دولة فرد أو طائفة أو عشيرة أو حزب، بل دولة دولة المواطنين السوريين جميعهم.
والدولة الجديدة تقوم على دستور ينتجه السوريون حصرًا داخل بلدهم، من دون أي ضغوط، عبر جمعية تأسيسية منتخبة، ويقر بالاستفتاء الشعبي العام.
النظام الديموقراطي: ويقوم النظام الديموقراطي على مبادئ عدة أهمها التعددية والنظام البرلماني والفصل بين السلطات وأن الشعب هو مصدر السلطات.
ومن المبادئ الأخرى التي يؤسس عليها البيان مصطلح “الوطنية” وقدم لها رؤية واضحة:
الحريات والسلم الأهلي.
الثقافة الوطنية والوعي الوطني.
حقوق القوميات والجماعات الإثنية.
حرية المرأة وحقوقها.
الجيش السوري والأجهزة الأمنية.
النظام الاقتصادي الجديد.
السياسة الخارجية السورية.
صيغة قابلة للتطوير
وقال الموقعون إن هذا الإعلان “لا يسعى ليكون نهايةَ المطاف أو قولًا فصلًا، أو ليكون صيغة مكتملة ونهائية؛ إنه صيغة متجددة، ومنفتحة على التطور، بقدر تقدّم الحوار بين السوريين، ونضج التجربة الواقعية، وتطور الأوضاع في المستويات كافة، ما يجعله موضوع حوار دائم، بهدف تعميق وانضاج رؤاه وتوجهاته، وبما يؤدي إلى تحوله، تدريجياً، إلى مشروع تغيير وطني ديمقراطي سوري يحظى بأوسع مشاركة سورية ممكنة”.
وأكد الموقعون على الإعلان أن “توقيع هذا الإعلان من جانب أي فردٍ سوري، أو قوة سورية، هو مسؤولية كبيرة”، مطالبين السوريين بـ “ألا يستسهلوا توقيعه من دون أن يشعروا أنه يعبّر، بقدر ما، عن أرواحهم ورؤاهم وآمالهم ومصالحهم”.
موضوعات قد تهمك:
عمليات سرقة الآثار في سوريا.. كيف دمر نظام الأسد المتاحف فيما يهرب ضباطه التحف الثمينة إلى الخارج؟
مدينة موالية تشتم بشار الأسد وتدعم مظاهرات السويداء.. هل بدأ النظام يفقد جمهوره؟