عمليات سرقة الآثار في سوريا.. كيف دمر نظام الأسد المتاحف فيما يهرب ضباطه التحف الثمينة إلى الخارج؟
تعرضت المعالم الأثرية في سورية إلى عمليات تدمير ونهب كبيرة وذلك بسبب هجمات النظام التي طالت أغلب المناطق الأثرية في سوريا، إلى جانب نشاط عمليات تهريب الآثار.
تقرير أكاديمي
أعد الأكاديمي السوري علي شيخموس تقريراً يتحدث فيه عن عمليات سرقة الآثار من سوريا، وحالة المتاحف الأثرية منذ اندلاع الثورة السورية ضد نظام الأسد، وأشار التقرير إلى تعرض عدد كبير من المتاحف إلى التدمير والنهب، كما تم تهريب عدد كبير من القطع الأثرية الى الخارج.
عدد المتاحف المدمرة
أشار التقرير إلى ما يقارب 29 متحفًا تعرضت للدمار بسبب القصف والغارات الجوية التي نفذها النظام، ولفت إلى وجود ما يقارب 55 مؤسسة ثقافية في سوريا وحوالي 49 متحفًا وعدد من دور العبادة التي تحوي قطع أثرية، بالإضافة إلى مستودع ضخم يحوي عدد كبير من القطع الاثرية.
في حين تعرضت العديد من المواقع الأثرية إلى عمليات سرقة الآثار، رصد منها 40635 قطعة أثرية منذ بداية الثورة السورية في 2011، بينما لم يشمل التقرير عدد القطع الأثرية الغير مسجلة في قوائم 19 متحفًا، والتي تعرضت لعمليات النهب، كما لم يشمل القطع الأثرية التي تمت سرقتها من المواقع التي تعرضت لعمليات حفر عشوائي على يد أفراد وخصوصًا في “أفاميا” و”تدمر” و”إيبلا” وغيرها.
دور مصطفى طلاس
وثقت عدة تقارير دور مصطفى طلاس وزير الدفاع السابق في عمليات سرقة الآثار من سوريا، وذلك بتهريب عدد كبير من القطع الأثرية باتجاه دولة الإمارات، بعد حصوله على موافقة رسمية من وزارة الثقافة السورية على حد زعم معد التقرير.
بيد أن طلاس كان قد حصل على عدد كبير من القطع الأثرية بطريقة غير شرعية وقام بشحنها بحوالي 400 صندوق، حيث تم سرقة عدد كبير من القطع الأثرية والفنية من مختلف المتاحف السورية في عدة محافظات من قبل عناصر الأمن السوري.
غياب الأمن
بعد تزايد وتعاظم دور الميليشيات الطائفية في سوريا وعدم وجود سلطة مركزية قادرة على ضبط الأمن، تعرضت العديد من المتاحف إلى عمليات سرقة للآثار من قبل تجار الحرب وقادة الميليشيات وخصوصًا الإيرانيين والعراقيين، حيث تتم عمليات التهريب من الحدود العراقية السورية التي تسيطر عليها هذه الميلشيات.
في حين أكد التقرير أن المتاحف السورية تعرضت لعمليات سرقة ونهب أكثر مما تعرضت له المتاحف العراقية إبان حرب العراق في 2003.
متحف تدمر.. تناوبت عليه عدة أطراف
تاسس متحف تدمر في عام 1961، حيث تعرض لقصف من طيران النظام والطيران الروسي، مما أدى إلى تدميره بشكل جزئي بينما تعرضت عدد كبير من الآثار في المتحف إلى التدمير بشكل كامل على يد مسلحي تنظيم داعش.
وكان المتحف يحوي حوالي 12 ألف قطعة أثرية، ولا يعرف حاليًا عدد القطع المتبقية في المتحف بسبب عدم وجود جهات مستقلة تقوم بعمليات الإحصاء.
تحويل متحف معرة النعمان إلى ثكنة عسكرية
قامت قوات النظام بتحويل متحف معرة النعمان إلى ثكنة عسكرية وذلك في بداية الحملة العسكرية التي شنتها على المدينة في 2011، وبعد سيطرة المعارضة السورية على المتحف، استقرت إحدى الفصائل في المتحف مما عرضه إلى قصف مستمر من طيران النظام حتى دُمر بشكل شبه كامل.
ويعتبر متحف معرة النعمان الأكثر شهرة في المنطقة، حيث يضم أهم مجموعة من الفسيفساء في منطقة الشرق الأوسط، ويقع المتحف في خان مراد باشا ويعود تاريخه إلى القرن السادس عشر الميلادي.
ماذا حدث لمتحف مدينة حلب؟
تأسس متحف حلب في عام 1932 ويضم الكثير من القطع الأثرية القادمة من دير الزور وإدلب واللاذقية، بالإضافة إلى القطع الأثرية التي استخرجت من محافظة حلب.
وتعرض المتحف لدمار كبير نتيجة للقصف منذ 2012 على يد قوات نظام الأسد، حيث دمرت محتويات المتحف والتي يعود بعضها إلى حقبة ما قبل الميلاد.