غضب شعبي وسياسي في سوريا.. تبعات نبش قوات الأسد لضريح الخليفة عمر بن عبدالعزيز
تسبب نبش قوات الأسد لضريح الخليفة عمر بن عبد العزيز بغضب شعبي وإدانة واستنكار سياسي في سوريا، حيث تكررت تلك الحوادث على يد قوات الأسد والميليشيات الإيرانية، وهو ما اعتبره البعض عمليات طائفية وعنصرية ويهدد بازدياد حدة الطائفية في سوريا.
تكرار قوات الأسد لعمليات نبش القبور
وأظهرت مقاطع مسجلة قيام قوات النظام والميليشيات الإيرانية عدة مرات بنبش القبور بعد السيطرة على مناطق جديدة كانت بيد المعارضة السورية، وهو ما اعتبره ناشطون أنه ترسيخ لمنهج الانتقام.
وحذرت منظمات حقوقية محلية ودولية مثل الشبكة السورية لحقوق الإنسان وهيومن رايتس ووتش من عودة اللاجئين السوريين لمناطق سيطرة النظام، خوفاً من ارتكاب عمليات انتقام بحقهم.
ما هي حقيقة المكان وكيف وصل الضريح إلى المكان؟
عمر بن عبد العزيز هو ثامن الخلفاء الأمويين، ولقّب بخامس الخلفاء الراشدين لعدله وزهده وورعه، ويعود نسبه من جهة أمه إلى الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وأوضح الدكتور أحمد الخليل الباحث في التاريخ الإسلامي، في حديث مع الجزيرة نت، أن جمهور المؤرّخين يؤكّدون أن قبر عمر بن العزيز يقع في بلدة دير شرقي قرب معرة النعمان، في مكان اشتراه من راهب يدعى سمعان، مضيفاً أنه في العهد المملوكي شيّد على القبر مبنى بقبّة، رمّمته قبل سنوات وزارة الآثار والمتاحف السورية.
تشييد المقامات الشيعية وطمس المعالم الأخرى
وحول نبش قوات الأسد لضريح الخليفة عمر بن عبد العزيز، قال المجلس الإسلامي السوري إن قوات الأسد قامت بتدمير العديد من المساجد التاريخية كالمسجد الأمويّ في حلب والمسجد العمريّ في درعا، ولفت إلى أن إيران وميليشياتها لا تزال تقوم بعمل مزدوج خطير في سوريا أحد طرفيه تشييد مقامات شيعيّة طائفيّة موهومة، والطّرف الآخر طمس المعالم الدّالة على الحضارة الإسلاميّة ورموزها.
واعتبر المجلس أن ما حصل أمرٌ في غاية الخطورة على هويّة البلاد وتاريخها وانتمائها، مديناً بأشد عبارات الإدانة جريمة نبش قبر الخليفة الأمويّ العادل عمر بن عبد العزيز.
الائتلاف يعتبره نموذج جديد من الهمجية الطائفية
ووصف الائتلاف الوطني نبش قوات الأسد لضريح الخليفة عمر بن عبد العزيز بـ “النموذج الجديد من الهمجية الطائفية”.
ودان الائتلاف هذا العمل الهمجي، الذي يعبر عن مدى الحقد الطائفي لدى المشروع الإيراني وأذرعه على الشخصيات التاريخية في الأمة، وطالب بإعادة كل ما تم نقله أو تغييره في الضريح إلى ما كان عليه دون أي تأخير.
وشدد الائتلاف على ضرورة قيام مؤسسات الأمم المتحدة، بما فيها منظمة اليونسكو للتربية والعلم والثقافة، بكل ما هو ممكن للحفاظ على الإرث الحضاري الإنساني في سوريا، وبذل كافة الجهود على جميع المستويات لردع نظام الأسد، والتنظيمات الإرهابية الإيرانية، عن الاعتداء مجدداً على هذا الإرث أو الإساءة إليه.
وطالب الائتلاف المجتمع الدولي، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، بتحمل مسؤولياتهم تجاه هذا الاعتداء.
تنديد عربي وإسلامي
كما سبق أن ندد علماء ومشايخ من دول عربية وإسلامية بقيام قوات الأسد بنبش ضريح الخليفة عمر بن عبد العزيز، وطالب مشايخ من باكستان بأن تكون خطب الجمعة في البلاد حول ذات الأمر.
تسجيلات مصورة تظهر نبش قوات الأسد لضريح الخليفة عمر بن عبد العزيز
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات مصورة تظهر نبش ضريح الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز على يد مليشيات موالية لإيران ونظام الأسد في قرية دير شرقي قرب معرة النعمان بريف إدلب.
وأظهرت التسجيلات المتداولة نبش ثلاثة قبور يضمها الضريح، ويعتقد أنها للخليفة عمر بن عبد العزيز وزوجته فاطمة بنت عبد الملك وخادم الضريح أبو زكريا بن يحيى المنصور.