فايننشال تايمز: أطفال سوريا “ينامون جوعى” مع ارتفاع الأسعار
نشرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية المتخصصة بالأخبار الاقتصادية والتجارية، تقريرا بعنوان أطفال سوريا ينامون جوعى مع ارتفاع الاسعار حسب ما ترجم المورد.
واشارت الصحيفة على تحذير العاملين في قطاعات الإغاثة والاقتصاد أن أسعار المواد الغذائية في سوريا ارتفعت إلى أعلى مستوياتها منذ اندلاع النزاع قبل تسع سنوات، مما يعرض أكثر من نصف سكان البلاد لخطر الجوع.
ووفقا لوكالة الأمم المتحدة للمساعدات الغذائية، فقد تضاعفت تكلفة سلة من المواد الغذائية الأساسية خلال ستة أشهر، فيما انخفضت قيمة العملة السورية مقابل الدولار إلى الثلثين.
قال عمران رضا، كبير مسؤولي الأمم المتحدة في دمشق: “نرى أطفالاً ينامون جوعى الآن، وهو ما لم نره من قبل”. “الواقع الآن ببساطة هو أن الناس لا يستطيعون شراء الطعام”.
حيث تعرضت البنية التحتية والاقتصاد السوريين للخراب بسبب النزاع، مما ادعى إلى اعتماد ملايين السكان على المساعدات الاغاثية. على الرغم من أن القتال يقتصر الآن في الشمال الغربي، لم تعد المدن الرئيسية تحت الحصار، فإن الاقتصاد السوري في المناطق التي يسيطر عليها النظام يزداد سوءًا، مما يضع الدولة التي تمزقها الحرب في ما يسميه رضا “أزمة فقر”.
كان لارتفاع أسعار المواد الغذائية، الذي حطم السجلات في أبريل / نيسان منذ اندلاع الحرب في عام 2011، عواقب وخيمة. ومع انعدام الطبقة الوسطى في البلاد، قُدر أن أكثر من 80 في المائة من السوريين يعيشون في فقر قبل تفشي وباء فيروس كورونا.
وعلى الرغم من أن النظام السوري يقلل من شأن التحديات الاقتصادية التي تواجه البلاد، إلا أن رئيس النظام السوري بشار الأسد اعترف هذا الشهر باعتراف غير مسبوق بأن القيود التي فرضتها الدولة بسبب فيروس كورونا حدت من الحركة والتجارة في البلاد وتسببت في أزمة جوع.
وقال الأسد إن السوريين يواجهون خيارين وهما الجوع والفقر او المرض.
فيما صرح برنامج الغذاء العالمي أنه في الأشهر الستة الماضية، فقد 1.4 مليون سوري إمكانية الوصول المؤكد إلى الغذاء الكافي – ليصل العدد الإجمالي للأشخاص “الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي” في سوريا إلى 9.3 مليون ، أي أكثر من نصف مجموع السكان البالغ 17 مليونًا. وفقًا لبيانات برنامج الأغذية العالمي، تقوم المزيد من الأسر بتقليص وجباتها الغذائية الى وجبتين يوميًا. ومع ذلك، قال السيد رضا أن البرنامج يعاني اصلا من نقص التمويل مما يعني ان برنامج الغذاء العالمي سيضطر إلى تقليص السلة الغذائية الخاصة بالأسرة الواحدة من أجل مساعدة المزيد من الأسر.
وذكرت الصحيفة أن الليرة السورية انخفضت مقارنة في نفس الوقت من العام الماضي بنسبة 60 بالمئة، ليصبح الدولار الواحد 1800 ليرة سورية في السوق السوداء.
حتى أسعار الخبز المدعومة من الحكومة، والتي تم تحديدها بشكل رمزي 50 ليرة سورية لكل ربطة من الخبز، ارتفعت في بعض الأماكن، بحسب إليزابيث تسوركوف، زميله معهد أبحاث السياسة الخارجية، التي تتابع توزيع المواد الغذائية في سوريا. وأضافت “بمجرد أن يصبح الخبز أقل توفرا، سترتفع أسعار الأرز والبرغل”
ويأتي الهبوط الحاد في الليرة السورية بعد ظهور خلاف بين الأسد والذراع الاقتصادي للعائلة الحاكمة وابن خال الرئيس، رامي مخلوف.