قاعدة التنف العسكرية.. موقع استراتيجي هام لأمريكا وبريطانيا في جنوب سوريا
بعد هزيمة تنظيم داعش في سوريا في 5 آذار 2016، جاء إعلان التحالف الدولي وبالتعاون مع قوات الجيش السوري الحر، عن إقامة قاعد التنف العسكرية في جنوب سوريا عند نقطة التقاء الحدود العراقية الأردنية السورية.
أهمية قاعدة التنف العسكرية
أنشأ التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية قاعدة التنف العسكرية تحت غطاء محاربة تنظيم داعش في 2014، وتقع على بعد 24 كم من معبر التنف الحدودي التابعة إداريا لمحافظة حمص.
وتعد قاعدة التنف العسكرية ذات أبعاد استراتيجية وعسكرية بحتة، فهي تقع على مقربة من الحدود الأردنية، وقريبة من معبر الوليد على الحدود العراقية والذي تسيطر عليه ميليشيات عراقية موالية لإيران.
ويبدو أن الدور الذي يلعبه التواجد الأمريكي في المنطقة يؤثر على المخطط الإيراني الساعي إلى ربط إيران بدمشق عبر الطريق الدولي الذي تسيطر عليه من طهران وإلى معبر الوليد عند الحدود العراقية السورية.
من هو جيش مغاوير الثورة؟
عملت الولايات المتحدة على تدريب جيش مغاوير الثورة وذلك بهدف محاربة تنظيم داعش في سوريا، وتتمركز المغاوير في قاعدة التنف العسكرية جنوبي سوريا، حيث ينشط في المنطقة المسماة بالكم 55 في إطار محاربته لتنظيم داعش، وكذلك منع تواجد الميليشيات الإيرانية بالقرب من الحدود العراقية الأردنية والسورية.
برز دور جيش مغاوير الثورة كقوة فاعلة على الأرض، وذلك بعد حصول عناصره على تدريبات خاصة في الأردن على يد القوات الأمريكية والبريطانية، وأعلن الجيش عن قدرته على ضبط الحدود ومنع عمليات تهريب المخدرات وخصوصًا في الفترة الأخيرة، وينتمي أغلب مقاتليه إلى محافظة دير الزور.
ويضم جيش مغاوير الثورة عسكريين منشقين عن نظام الأسد ومقاتلين سابقين في فصائل الجيش الحر التابعة للمعارضة السورية، واستطاع في مرات عديدة صد محاولات تقدم الميليشيات الإيرانية إلى المنطقة موقعاً خسائر فادحة بالعناصر والعتاد.
التواجد الأمريكي في القاعدة
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نيته في سحب قواته من سوريا، وذلك بعد إعلان الإدارة الأمريكية انتهاء مهمتها بالقضاء على تنظيم داعش.
وقد تم سحب عدد كبير من الجنود الأمريكيين من عدة قواعد أمريكية في شرق الفرات وتموضعت في قاعدة التنف العسكرية جنوب البلاد، إلا أن معطيات الأحداث التي تسير في سوريا لا تمهد لانسحاب أمريكي قريب من قاعدة التنف العسكرية أو بالأحرى قد لايكون هناك انسحاب كامل وإنما إعادة تموضع للجنود الأمريكيين داخل القواعد العسكرية في شرق سوريا.
دورها في ضبط الحدود مع الأردن
بيد أن لحلفاء أمريكا في المنطقة وجهة نظر أخرى إذ تعتبر الأردن أن للوجود الأمريكي في قاعدة التنف العسكرية أهمية كبيرة في ضبط الحدود مع سوريا، وخصوصًا بعد ازدياد عمليات تهريب المخدرات والأسلحة إليها، وكذلك أعلن الاحتفال الإسرائيلي أن أي انسحاب أمريكي من المنطقة قد يؤدي إلى فراغ عسكري ربما قد تملؤه إيران عبر أذرعها العسكرية المتمثلة بحزب الله اللبناني وحركة النجباء العراقية وباقي ميليشياتها في المنطقة.
الدور البريطاني في التنف
برز الدور البريطاني في سوريا بعد إعلانها عن إنشاء قاعدة عسكرية بالقرب من معبر التنف، وبدأت بالعمل بها في شهر أيار 2016، حيث ضمت القاعدة جنوداً وضباطاً بالإضافة إلى خبراء ومستشارين عسكريين.
وتقوم القوات البريطانية بعمليات تدريب فصائل الجيش السوري الحر المتواجد في قاعدة التنف العسكرية، إلا أن الدور البريطاني قد لا يقتصر على التدريب وحده، إذ نشرت صحيفة الغارديان البريطانية في آب 2016 صوراً لمركبات عسكرية بريطانية تدعى “الثعلب” وتحوي هذه المركبات على مدفعية ورشاشات ثقيلة، بالإضافة إلى تواجد عناصر من القوات الخاصة البريطانية داخل القاعدة مسلحين بصواريخ مضادة للدبابات.
وتلعب القوات البريطانية المتواجدة في قاعدة التنف العسكرية دورًا رئيسيًا في رصد تحركات تنظيم داعش، وتأمين الحدود الأردنية والعراقية بمساعدة القوات الأمريكية وجيش مغاوير الثورة.