قبل أيام من تفعيل قانون قيصر.. كيف تحاول موسكو استنساخ تجربة اتفاق تسليم النظام للكيماوي عام 2013؟
قبل أيام على تفعيل الولايات المتحدة الأمريكية لقانون قيصر لحماية المدنيين، والمزمع في 17 حزيران الحالي، تسعى روسيا إلى إيجاد صيغة تفاهم مع واشنطن في استنساخ لصفقة الكيماوي عام 2013، والتي تخلت بموجبها أمريكا عن قصف النظام السوري، مقابل تسليم النظام كل مخزونه الكيماوي.
في الوقت الضائع
وكما حدث عام 2013 حين توقفت البوارج الأمريكية التي وصلت إلى قبالة السواحل السورية بشكل مفاجئ، بأمر من الرئيس السابق باراك أوباما، بدأت موسكو فتح الخطوط الدبلوماسية لمنع تفعيل قانون قيصر.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في ندوة عبر الفيديو نظمها “مجلس العلاقات الخارجية” في نيويورك الثلاثاء الماضي: “إن بلاده تسعى إلى فتح حوار مع واشنطن حول كل الملفات التي تخص الوضع في سوريا”.
وأضاف ريباكوف: إن “موسكو مستعدة للانخراط فوراً بحوار موسع مع الولايات المتحدة لتحسين الاتفاقات التي تهدف إلى منع وقوع حوادث خطيرة أو احتكاكات بين الجانبين، مشيراً إلى الأهمية الخاصة لبحث التجربة السورية في هذا الشأن”.
مباحثات هاتفية
ونشرت وزارة الخارجية الروسية بيانًا ذكرت فيه أنّ نائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين، أجرى مباحثات هاتفية الخميس الماضي، مع المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية جيمس جيفري حول “تسوية الأزمة السورية”.
وجاء في البيان أنّ الطرفين بحثا “بشكل مفصل عملية التسوية السياسية للأزمة السورية بالتوافق مع القرار 2254 لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.
كيف جرت المباحثات؟
يرى مراقبون أن محاولات روسيا غير جادة، وتهدف فقط إلى الحفاظ على مكاسبها الاستراتيجية في سورية، بعيدًا عن أي إجراءات حقيقية لحل الأزمة السورية.
ورأى فراس طلاس نجل وزير الدفاع الأسبق مصطفى طلاس، في حديث له لإحدى الصحف العربية أنّ: “كل ما يقوم به الروس هو محاولة للالتفاف على الموقف الأميركي، وأن إجراء مفاوضات بين أمريكا وروسيا – إن حصل – فلن يؤدي إلى نتائج ملموسة؛ لأن روسيا غير مستعدة لإجراء أي تغيير في سوريا”.
قانون قيصر تهديد حقيقي للنظام وداعميه
مع بدء العد العكسي لوضع قانون قيصر موضع التنفيذ، تدهور الوضع الاقتصادي بشكل كبير في البلاد، وانخفض سعر صرف الليرة بشكل جنوني، مما زاد في حدة الاحتقان الشعبي ضدّ نظام الأسد، وهو وضع سيتفاقم مع تطبيق قانون “قيصر” خلال الفترة المقبلة.
ويقول خبراء إنّ النظام السوري سوف يعاني المزيد من العزلة السياسية والحصار الاقتصادي نتيجة الإجراءات الأميركية المتوقعة.
ويرى آخرون أن قانون قيصر يهدف إلى دفع نظام الأسد إلى التفاوض والقبول بالقرارات الدولية والعودة على طاولة المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة.
محادثات تركية روسية
وفي السياق السوري أجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أمس الجمعة، تناول التطورات الحاصلة في إدلب وانتهاكات قوات النظام للتفاهمات التي توصل إليها الطرفان في آذار الماضي بوقف العمليات العسكرية في محافظة إدلب.
مواضيع قد تهمك:
الليرة السورية تواجه خطر الانهيار الكامل
بدأ العد التنازلي لتنفيذ قانون قيصر.. لن يتمكن أحد من إلقاء السلام على بشار الأسد