محمد صبرا: شطحات التحليل السياسي في تعيين ألكسندر يفيموف
كتب المحامي محمد صبرا وكبير المفاوضين للمعارضة السورية السابق، مقال على صفحته الشخصية في فيس بوك بعنوان “شطحات التحليل السياسي في تعيين يفيموف”
قال صبرا: “قرأت كثيرا من آراء السوريين حول تعيين السفير الروسي في دمشق “ممثلا خاصا لفلاديمير بوتين لتطوير العلاقات مع سورية”، وتذهب أغلب الآراء إلى أن هذا التعيين هو بمثابة مندوب سامي على سورية، وهو صحيح”.
وتابع “لكن الجانب الخاطئ الذي أظنه في هذه الآراء هو بناء نتائج على هذا التعيين لا تستند إلى معلومات أو وقائع بل تصبح هذه النتائج مجرد شطحات تشبه إلى حد كبير شطحات غلاة الصوفيين، وهذا التعيين لا علاقة له برأيي بما يحدث في سورية”.
وأضاف “بل هو يرتبط إلى حد كبير بما يحدث في موسكو، فالملف السوري بين عامي 2011 و 2016 كان ممسوك من قبل وزارة الخارجية الروسية التي يقودها سيرغي لافروف، وللعلم لافروف يمثل أحد المافيات الثلاثة التي تحكم روسيا”.
وأردف “لكن بعد فشل اتفاق كيري لافروف تم إبعاد لافروف عن الملف السوري الذي أصبح بعهدة وزير الدفاع شويغو، ودام تسلم شويغو للملف حتى بداية هذا العام وشويغو أيضا يمثل المافيا الثانية التي تتشارك حكم روسيا، لكن فشل شويغو في تحصيل المكاسب الاقتصادية خاصة قطاع النفط الذي أصبح تحت السيطرة الأمريكية وإقرار قانون سيزر أدى لصراع كبير في موسكو حول الخسائر الروسية الاقتصادية في سورية هذا الصراع أثارته مافيا مديفيديف وشركات الطاقة الروسية التي مولت مرتزقة فاغنر والفيلق السلافي وشركة موران”.
وعقب “لذلك رأينا سيلا كبيرا من المقالات التي وردت في الصحافة الروسية ضد بشار الأسد وكان وراء هذه المقالات رجال أعمال من مافيا مديفيديف، ورأينا قصة سيريتل التي قرر الروسي الاستحواذ عليها ونزعها من رامي مخلوف لتمويل جزء من فاتورة الحرب التي دفعها رجال أعمال روس كانوا يعولون على السيطرة على حقول النفط والغاز السورية لتعويض ما دفعوه”.
واشار “هذا الصراع في موسكو حسمه الرئيس بوتين وذلك بأن نزع الملف السوري من يد وزير الدفاع ومن يد الخارجية بحيث سيصبح الملف بإدارة الكرملين مباشرة لأن بوتين أدرك أن صراع المافيات الثلاث في موسكو أكثر عمقا وقد يكون له تداعيات أكثر خطور”.
نوه “طبعا لابد من التنويه أن بوتين يلعب دور الحكم بين المافيات الثلاث ويحافظ على توازن دقيق بينها ويمكن لأي مهتم أن يقرأ عشرات الدراسات والكتب التي أسهبت في شرح توازنات السلطة في روسيا”.
وختم صبرا مقاله “لذلك تحليل هذا الأمر وتصويره أنه مقدمة لتخلي بوتين عن المجرم بشار وأن هذا بداية نضوج التفاهمات الدولية إلى آخر هذه الشطحات الصوفية لا يستند إلى معطيات حقيقية”.