مظاهرات في لبنان احتجاجًا على تردي الأوضاع الاقتصادية.. كيف جر الأسد لبنان إلى الهاوية معه؟
في وقت تزداد فيه الأوضاع الاقتصادية سوءًا في لبنان، اندلعت مجددًا موجة من الاحتجاجات الشعبية المنددة بالتراجع غير المسبوق لليرة اللبنانية أمام الدولار، بالرغم من التحذيرات المستمرة من تفشي وباء كورونا.
احتجاجات واسعة تشهدها أغلب الأراضي اللبنانية
اعتصم عشرات المحتجين الجمعة، أمام مصرف لبنان غرب العاصمة بيروت، رافعين شعارات منددة بالسياسة المصرفية.
ويأتي الاعتصام عقب تدهور غير مسبوق للاقتصاد اللبناني، بعد أن تجاوز سعر صرف الدولار حاجز 5 آلاف ليرة لبنانية في السوق السوداء.
كما حمل المحتجون الأعلام اللبنانيّة مطالبين بتغيير السياسة المصرفيّة، مرددين شعارات تدعو إلى “إسقاط حكم المصرف”.
ومن جهته تجمّع عشرات المحتجين أمام وزارة الداخليّة وسط انتشار لوحدات من الجيش اللبناني والقوى الأمنيّة، تنديدًا بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية.
هتافات منددة بالسياسة المصرفية ومحاسبة الفاسدين
وتحت شعار “يلا ثوري يا بيروت” خرجت مظاهرات لعشرات المحتجيّن في مناطق عدّة غرب بيروت.
وفي جنوب لبنان، نظم حراك مدينة “صور” مظاهرة تنديدًا بارتفاع سعر صرف الدولار.
حيث ردد المحتجون شعارات مندّدة بالسياسة المصرفيّة، ومطالبة باسترجاع الأموال المنهوبة ومحاسبة الفاسدين.
قطع الطرق ورشق بالحجارة
وقطع عشرات المحتجين الطريق السريع المؤدّي إلى عاصمة الجنوب صيدا، في منطقة “الغازيّة” بالإطارات المشتعلة بالاتجاهين.
أمّا في الشمال اللبناني، فجالت مظاهرات بالدراجات الناريّة شوارع منطقة المنية احتجاجًا على تردّي الأوضاع المعيشيّة.
وفي عاصمة الشمال طرابلس، قام المتظاهرين برشق سرايا المدينة بالحجارة، حيث تدخل الجيش اللبناني وأطلق القنابل المسيلة للدموع.
وفي البقاع، نظم عشرات المحتجين مسيرة انطلقت من ساحة بعلبك، مرورًا بالسوق التجاري، احتجاجًا على ارتفاع سعر الدولار وتراجع الأوضاع الاقتصاديّة والاجتماعيّة.
الحكومة اللبنانية تخفض سعر صرف الدولار
ردّاً على الاحتجاجات، أعلن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الجمعة، اتفاق الرئاسات الثلاث في لبنان، الجمهورية ومجلس النواب والحكومة، على خفض سعر صرف الدولار الأمريكي ليصبح 3200 ليرة اعتباراً من الأحد.
وقال بري عقب لقاء جمعه بالرئيس ميشال عون ورئيس الوزراء في القصر الجمهوري بعبدا، إنه جرى الاتفاق على تخفيض قيمة الدولار مقابل الليرة ابتداءً من اليوم إلى ما تحت الـ4000 ليرة وصولاً إلى 3200، لكن ذلك لن يتبين فعلياً قبل الاثنين المقبل.
الأمم المتحدة تدعو اللبنانيين إلى تجنب العنف
ودعت الأمم المتحدة، اللبنانيين إلى الحفاظ على وحدة الصف وتجنب العنف خلال المظاهرات السلمية، حيث قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، للصحفيين، إنه “من المهم أن يتجنب الجميع العنف ويحترمون حق الاحتجاج السلمي”.
وأضاف دوجاريك: “أدعوا اللبنانيين حكومةً وشعبًا إلى تجنب العنف واحترام الحق في الاحتجاج السلمي والمحافظة على الوحدة الوطنية بالبلاد”.
استقالة حكومة سعد الحريري
يذكر منذ 17 تشرين الأول 2019، يشهد لبنان احتجاجات شعبية ترفع مطالب اقتصادية وسياسية، ضد النخبة الحاكمة التي يتهمها اللبنانيون بالفساد وجرِّ لبنان إلى انهيار اقتصادي لم يشهده منذ الحرب الأهلية، حيث أجبرت حكومة سعد الحريري على الاستقالة في 29 من الشهر نفسه، وحلت محلها حكومة حسان دياب في 11 شباط الماضي.
كيف يؤثر قانون قيصر على لبنان؟
منذ فرض العقوبات الغربية على النظام السوري، اتخذ الأخير لبنان واجهة له للالتفاف على العقوبات، وذلك بالتعاون مع حزب الله.
ولكن مع اقتراب تفعيل قانون قيصر في 17 حزيران الجاري، باتت جميع الدول تخشى التعامل مع النظام خوفًا من أن تطالها العقوبات القاسية التي يفرضها قانون قيصر.
وأرسلت الولايات المتحدة الأمريكية كتابًا إلى لبنان، حذرت فيه من عدم الالتزام بالعقوبات التي فرضها قانون قيصر على النظام السوري، وهو ما جعل معظم الجهات اللبنانية تتوقف عن التعامل مع نظام الأسد.