معركة سرت قادمة.. وقوات حفتر تستعد لوقف الهجوم وتحشد أعداد كبيرة من المقاتلين العرب والروس
أعلنت حكومة الوفاق الوطني تصميمها على استعادة مدينة سرت وسط البلاد، ورفضت وقف إطلاق النار في ظل ما سمته “احتلال المرتزقة لسرت ومنطقة الجفرة”، وذلك في الوقت الذي تواصل قوات خليفة حفتر التحضير للمعركة في مدينة سرت، حيث أرسلت أعدادًا كبيرة من المقاتلين السودانيين من شرقي البلاد.
تحضيرات المعركة
وذكر نشطاء من مدينة الكفرة (جنوب شرقي ليبيا) عن مرور أرتال كبيرة لمقاتلين سودانيين بمدينتهم وعبروا باتجاه مدينة أجدابيا، التي تتوسط تقريبًا الطريق بين بنغازي وسرت.
في غضون ذلك، نشرت قوات حفتر فيديو لتعزيزات عسكرية أرسلت من مدينة بنغازي باتجاه المنطقة الوسطى في سرت التي تبعد 450 كيلومترا شرق العاصمة طرابلس.
وأظهرت الصور انطلاق سيارات عسكرية تابعة للكتيبة 128 مشاة تحمل أسلحة متوسطة لتعزيز قوات حفتر المتمركزة في مدينة سرت.
لا مكان للصلح
من جانبه، قال الناطق باسم قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية محمد قنونو أمس إنه “لم يعد أمام الانقلابيين والمتمردين إلا تسليم المجرمين في صفوفهم للمحاكم المحلية والدولية لينالوا جزاء ما اقترفت أيديهم من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”.
وشبَّه قنونو في تصريحاته مدينة سرت وما تعيشه الآن تحت سيطرة قوات حفتر، بما كانت عليه عندما كانت خاضعة لتنظيم داعش.
وكان قنونو رفض أمس الحديث عن وقف إطلاق نار، في ظل ما وصفه بـ “احتلال مرتزقة أجانب مدينة سرت وقاعدة الجفرة”.
وقال إن تحرير سرت والجفرة “أصبح أشد إلحاحًا من أي وقت مضى” بعد أن انتشر فيهما المئات من المرتزقة التابعين لشركة فاغنر الروسية ومن جنسيات أخرى.
فاغنر الروسية
وكشفت مصادر عسكرية ومحلية في منطقة الجفرة لقناة الجزيرة عن أماكن وجود قوات شركة فاغنر الروسية، ومرتزقة آخرين من العرب والأجانب وسط وجنوب ليبيا.
وتشير المصادر إلى أن عدد المقاتلين من فاغنر الروسية في منطقة الجفرة يتراوح الآن بين 3 آلاف و3.5 آلاف، وكان أغلبهم يقاتلون في محاور القتال جنوب طرابلس، قبل أن ينسحبوا إلى قاعدة الجفرة.
وينتشر الروس الآن في شكل جماعات مسلحة مجهزة بالأسلحة والعتاد في مزارع وأحياء المدنيين في مدن الجفرة وبصحبتهم منظومات دفاع جوي روسية نوع “بانتسير” يقدر عددها بـ15 منظومة موزعة في مناطق عدة، ويتركز وجود المسلحين بمدينتي هون وسوكنة في منطقة الجفرة.
مقاتلون عرب وتشاديون
وتشير المعلومات إلى أن عدد المسلحين من الفصائل السودانية والتشادية في منطقة الجفرة يتراوح بين 5 آلاف و6 آلاف مسلح ينتشرون في مواقع عدة داخل قاعدة الجفرة والمناطق المحيطة بها.
كما يوجد في منطقة الجفرة مقاتلون سوريون قدموا مع المقاتلين الروس، ويتمركز عدد منهم في مداخل الجفرة عند الطريق الرابط بينها وبين أبو قرين وسرت.
توقيف سودانيين حاولوا العمل كمقاتلين في ليبيا
وفي السودان، أعلنت قوات الدعم السريع السودانية اليوم أنها أوقفت في مناطق مختلفة بإقليم دارفور “غربي السودان” 122 شخصًا بينهم ثمانية أطفال كانوا متجهين للعمل كمقاتلين في ليبيا، وقد نفى متحدث باسم القوة وجود قوات سودانية تقاتل في ليبيا.
وكانت وسائل إعلام سوريا قد كشفت عن وثائق سرية تتعلق بعمليات تجنيد لمئات الشباب من المحافظات السورية، تقوم بها روسيا وحكومة النظام السوري من أجل إرسالهم للقتال مع قوات خليفة حفتر في ليبيا، ونشرت صور تحتوي على بعض العقود التي وقعتها شركات خاصة مرخصة من قبل نظام الأسد مع بعض المقاتلين.