مقتل زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.. أين ولد ونشأ وما هي العمليات التي قادها وتسببت بمصرع المئات من الضحايا
كشفت وزارة الدفاع الفرنسية عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عبد المالك دروكدال خلال عمليات الجيش الفرنسي في مالي.
تأكيد مقتل زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي
وقالت وزيرة الدفاع الفرنسية “فلورنس بارلي” أمس الجمعة في تغريدة على تويتر إن قوات الجيش الفرنسي قامت في 3 حزيران الحالي بقتل أمير القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عبد المالك دروكدال وعددًا من أقرب معاونيه، وذلك في عمليات لجيش بلادها في مالي.
Le 3 juin, les forces armées françaises, avec le soutien de leurs partenaires, ont neutralisé l’émir Al-Qaida au Maghreb islamique (AQMI), Abdelmalek Droukdal et plusieurs de ses proches collaborateurs, lors d’une opération dans le nord du Mali.
— Florence Parly (@florence_parly) June 5, 2020
نجاح باهر للقوات الفرنسية
وأوضحت الوزيرة الفرنسية أن “دروكدال” قتل في بلدة “تساليت” قرب الحدود مع الجزائر، حيث اتخذ تنظيم القاعدة منها منطلقاً لشن الهجمات واختطاف مواطنين غربيين في منطقة الساحل.
ووصفت “بارلي” مقتل زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بأنه “نجاح باهر و ضروري من أجل استقرار وأمن المنطقة”.
وأضافت أن القوات الفرنسية ستواصل عملها للقضاء على الإرهاب في مجموعة دول الساحل الخمس، والتي تضم مالي، موريتانيا، النيجر، بوركينا فاسو وتشاد.
حياة عبد المالك دروكدال
ولد زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عبد المالك دروكدال في شباط 1970 بقرية زَيان التابعة لولاية “البليدة” في الجزائر، ونشأ في عائلة متدينة، وتحصّل على شهادة البكالوريا في شعبة الرياضيات، بعدها التحق بجامعة “البليدة” فرع التكنولوجيا.
بداياته في العمل المسلح
وكان زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي على اتصال بالسعيد مخلوفي أمير حركة الدولة الإسلامية، ثم التحق بهم في 1993، وبمجرد صعوده للجبل أُسندت له مهمة صُنع المُتفجرات، وذلك بحُكم تخصّصه العلمي واطّلاعه على المواد الكيميائية والقواعد الميكانيكية.
وفي 1996 كُلّف “دروكدال” برئاسة كل ورشات التصنيع العسكري لجند الأهوال التابع للمنطقة الثانية شرق العاصمة، وبعدها أُمِّر على كتيبة “القدس”.
في عام 2001 أُستدعي عبد المالك دروكدال إلى إمارة الجماعة السلفية للدعوة والقتال، وعُيّن عضواً في مجلس أعيان الجماعة حتى 2003، وبعدما قدّم أبو حمزة حسان حطاب استقالته من إمارة الجماعة، عيّن مجلس الأعيان نبيل صحراوي “أبو إبراهيم مصطفى” أميرًا على الجماعة، وبعد مقتله تم تعيين أبو مصعب عبدالودود أميراً على الجماعة في عام 2004.
انضمام دروكدال إلى القاعدة
وفي بيان مؤرخ 24 كانون الثاني 2007، أعلن دروكدال أنه نتيجة لدمج الجماعة السلفية للدعوة والقتال في تنظيم القاعدة، وإثر التشاور مع زعيم تنظيم القاعدة آنذاك أسامة بن لادن، فإن الجماعة السلفية للدعوة والقتال غيرت اسمها لتصبح تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
محطات في مسيرة دروكدال
وشارك زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي لقي حتفه في عمليات الجيش الفرنسي، في سيطرة جماعته على مناطق واسعة شمال مالي، قبل أن يأتي التدخل العسكري الفرنسي في عام 2013 ويشتت مسلحيها في منطقة الساحل.
كما تولى الإشراف على الهجمات التي شُنت على قصر الحكومة ومكتب قسم التحقيقات الجنائية التابع لشرطة الجزائر العاصمة، وذلك في نيسان 2007، وأسفرت هذه التفجيرات بالسيارات المفخخة عن مصرع 33 شخصا وإصابة 245 شخصا آخر بجراح.
كما أعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي المسؤولية عن هجمات كانون الأول 2007 على مكاتب الأمم المتحدة ومبنى المحكمة الدستورية في الجزائر العاصمة.
وفي أيلول 2008، أشرف “دروكدال” على تنفيذ ثلاث هجمات في ولايات بومرداس، وبويرة، وتيزي أوزو.
وأصدر القضاء الجزائري في عام 2013 حكمًا غيابيًا بإعدام دروكدال، للاشتباه في تورطه بتنفيذ تفجيرات أسفرت عن مقتل وجرح العشرات، طالت مؤسسات حكومية ومقرات تابعة لمفوضية الأمم المتحدة للاجئين في العاصمة الجزائرية.