تجارة المخدرات في سوريا.. التجارة الرابحة للنظام في الالتفاف على العقوبات الاقتصادية.. من أين يحصل على الحشيش وما هي الطرق التي يتبعها؟
نشطت تجارة المخدرات في سوريا في السنوات الأخيرة، وفي الوقت الذي تشكل فيه الحدود مصدر قلق لجميع دول العالم وخصوصًا في الدول التي تشهد حروبًا، كان الأمر مغايرًا في سوريا.
وسعى نظام الأسد إلى الاستفادة من تجارة المخدرات في سوريا من خلال السيطرة على الحدود وتوظيفها في عمليات تهريب المخدرات، والتي تدر أرباحاً كبيرة في ظل العقوبات الاقتصادية القاسية التي تفرضها الدول الغربية عليه.
من أين يحصل النظام على المخدرات؟
تعتبر إيران ولبنان المصدر الأساسي لدعم تجارة المخدرات في سوريا، ويتعاون النظام مع الميليشيات الإيرانية لإدخالها عبر معبر البوكمال الحدودي مع العراق، فيما يجري عملية مماثلة مع ميليشيات حزب الله عبر لبنان بتسهيل من ضباط الفرقة الرابعة.
ونشرت مؤسسة “أنا إنسان” دراسة تُظهر قيام حزب الله وبالتعاون مع ضباط من الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، بإدخال معدات لصناعة الحبوب المخدرة إلى ريف درعا الغربي بغرض صناعتها ومن ثم تصديرها.
ويعد مطار دمشق الدولي هو الطريقة الثالثة للميليشيات الإيرانية لإدخال المخدرات إلى سوريا، حيث تسيطر إيران على المطار عبر الضباط السوريين التابعين لها، ويمنع على عناصر الشرطة المدنية في المطار تفتيش أي حقيبة تعود للميليشيات الإيرانية.
كيف تتم عملية تهريب المخدرات إلى الخارج؟
تتم عمليات تهريب المخدرات إلى خارج سوريا عبر طريقين، حيث تعد المعابر الرسمية التي تسيطر عليها قوات النظام هي الطريق الرسمي لعبور المخدرات إلى الخارج، وذلك عبر مطار دمشق الدولي الذي تسيطر عليه إيران أو عبر المنافذ البحرية في كل من اللاذقية وطرطوس، حيث تسيطر قوات النظام بشكل رسمي عليهما وكذلك المنافذ البرية مع الأردن ولبنان ومناطق سيطرة “قسد” ومناطق سيطرة المعارضة في الشمال.
فيما يوجد طريقة أخرى غير رسمية، حيث يتم تهريب المخدرات عبر الطرق الجبلية باستخدام نوع معين من المواشي، وهي طريقة يتبعها عناصر حزب الله وعناصر الفرقة الرابعة في الجيش السوري على الحدود اللبنانية أو على حدود الأردن.
الاعتماد على تجارة المخدرات في تمويل الآلة العسكرية
يعاني نظام الأسد وحزب الله اللبناني من ضائقة مالية كبيرة وخصوصًا بعد العقوبات التي فرضت عليهما من قبل أمريكا، وهو ما دفعهم إلى زيادة الاعتماد على تجارة المخدرات في سوريا، والسيطرة على عمليات تهريب المخدرات بشكل كامل بهدف زيادة مداخيلهم وتمويل العمليات العسكرية المستمرة ضد مسلحي المعارضة السورية منذ تسع سنوات.
انتشار المخدرات بين الشباب
الزيادة في تجارة المخدرات في سوريا قابلها زيادة في الإدمان على المخدرات بين السكان، وعلى الأخص في المناطق التي يسيطر عليها النظام، وتعد فئة الشباب هي الفئة الأكثر تعاطيًا، وقالت رئيسة دائرة المخدرات في وزارة صحة النظام ماجدة الحمصي إن مادة الحشيش والحبوب المنشطة هي الأكثر تداولًا بين الشباب، وأكدت الوزيرة الحمصي في تصريح لوكالة سبوتنيك الروسية على عدم وجود احصائيات رسمية لعدد المتعاطين في سوريا، بينما أعلنت وزارة داخلية النظام أنها سجلت آلاف الحالات لتعاطي وتجارة المخدرات في دمشق وحدها وأن أغلب الحالات أتت مع جرائم قتل وسرقة ودعارة.
الأردن المتضرر الأكبر من تجارة المخدرات في سوريا
تعد الأردن أكثر دول الجوار التي تعاني من ظاهرة تجارة المخدرات في سوريا، حيث يتم وبشكل شبه يومي ضبط مهربي المخدرات الذين يأتون عبر حدود سوريا الجنوبية، وحدث أكثر من اشتباك مسلح مع المهربين مما دفع الأردن لأخذ احتياطات أكبر وتشديد الرقابة على الحدود.
بينما أعلن جيش مغاوير الثورة والذي يتمركز في قاعدة التنف عن إحباطه لأكثر من عملية تهريب مخدرات إلى الأردن ومصادرة البضاعة المهربة بعد الاشتباك مع المهربين.
الإمارات تحبط أكبر عملية لتهريب المخدرات في العالم
في حين أعلنت شرطة دبي عن تمكنها من مصادرة شحنة كبيرة من الحبوب المخدرة كانت قادمة إليها، وتحدثت قيادة شرطة دبي أن مجموع الشحنة بلغت حوالي 5 أطنان من حبوب “الكبتاغون” المخدرة، وقدرت الشرطة قيمة الممنوعات بحوالي نصف مليون دولار، حيث أعلنت الشرطة أنها عثرت على الحبوب المخدرة مخبأة بعناية داخل أسلاك معدنية ضخمة.
شركة لرامي مخلوف متورطة في تجارة المخدرات
أعلنت مصر أنها عثرت على كميات هائلة من المواد المخدرة موضوعة داخل عبوات للحليب قادمة من سوريا.
وقالت الشرطة المصرية إن عبوات الحليب كانت تحمل علامة مسجلة لشركة “ميلك مان” لصاحبها رامي مخلوف، في حين أعلن مخلوف تبرأه من الشحنة في بيان أصدره لاحقًا.
أوروبا لم تسلم أيضا
أعلن خفر السواحل اليوناني عن مصادرته لثلاث حاويات مليئة بمادة “الميفتيامين” تتضمن الملايين من أقراص “الكيبتاغون”، وتبلغ قيمتها حوالي 660 مليون دولار، وفي عام 2018 ضبط خفر السواحل اليوناني سفينة تحمل العلم السوري كانت قد خرجت من ميناء اللاذقية وتم تتبعها بعد ورود معلومات من المخابرات الفرنسية عن وجود شحنة مخدرات فيها، وتم ضبط كمية كبيرة من المخدرات على متنها حيث أن السفينة كانت متجهة إلى ميناء بنغازي في ليبيا والذي تسيطر عليه قوات حفتر، بحسب وكالة رويترز.