انطلقت من السينما المصرية وحذرت منها فاتن حمامة.. طغى لقبها على اسمها الحقيقي وأنهت حياتها في دار المسنين.. معلومات قد لا تعرفها عن الفنانة السورية هالة شوكت
وُلدت هالة شوكت في مدينة درعا جنوبي سوريا من أصل تركماني، وكانت تجيد اللغة التركية بطلاقة. انطلقت من السينما المصرية، وانتسبت إلى نقابة الفنانين في سوريا بعد 9 سنوات من ظهورها الأول على الشاشة الكبيرة.
هالة شوكت.. انطلقت من السينما المصرية وطغى لقبها على اسمها الحقيقي
كانت إطلالتها الأولى على الجمهور من بوابة السينما المصرية سنه 1959 عندما اختارها المخرج المصري عاطف الطيب بطلة رئيسية فى فيلمه “موعد مع المجهول”، الى جانب الممثل المصري الراحل عمر الشريف و الراقصة ساميه جمال، وكان قد شاهد صورتها فى احدى المجلات، اثناء حضورها مناسبة اجتماعية، وأطلق عليها اسم هالة شوكت، فى وقت كان فيه الاسم الفني هو الذي يطغى على اسم صاحبه فى نهايه الأمر، وهكذا غاب اسمها الحقيقي “فاطمة توركان شوكت” عن الوجود، وهي من مواليد 18 آذار/مارس سنه 1930.
عُرفت بعدها في الوسط الفني، وصارت تعمل فى المسرح السوري بعيد منتصف الخمسينيات بقليل، وقد كانت تعلم علم اليقين أن جمالها فتح لها الطريق باتجاه الشهره و النجومية، فى وقت لم تكن هناك كوادر نسائية فى الوسط المسرحي والسينمائي، لكن هالة شوكت نجحت في لفت الأنظار إلى موهبتها وجمالها النقي من خلال أول عروضها المسرحية “العنب الحامض”.
سطع نجم هالة شوكت فى الوسط الفني، بعد أن عملت فى المسرح السوري بعيد منتصف الخمسينات بقليل، وتعاونت فى عدد من الأعمال الهامة فى المسرح منها “العنب الحامض”، ومثلت فى مسلسل “نمر العدوان” من إخراج صلاح أبو هنود الذي انتج فى دبي.
كما مثلت في الإذاعة سلسلة من المسلسلات والبرامج الإذاعية، ولديها في السينما 12 فيلماً سورياً وجزائرياً ومصرياً، ولديها المئات من السهرات و المسلسلات التلفزيونية، اخرها مسلسل ليالي الصالحيه للمخرج بسام الملا.
عودتها الى دمشق
لم تستطع هاله شوكت البقاء فى مصر، فأعادها الحنين الى سوريا، لكن هذا لم يبعدها عن المخرجين المصريين، فقدمت فى سنة 1960 فيلم “وطني حبي”.
لم تعرف هالة شوكت السينما السورية قبل سنه 1965، عندما التقت مع دريد لحام وقدمت معه فيلم “لقاء فى تدمر” تلاه “المليونيرة”. أما أول حضور درامي فكان من خلال مسلسل “حمام الهنا” سنه 1969، وكان اسمها فى ذلك الوقت يلمع ويتالق فى الوسط الفني الذي دخلته من أوسع أبوابه.
ورغم أنها لم تعد الى مصر، إلا أن السينما المصرية جاءت اليها من جديد، عندما اُختيرت سوريا ولبنان كمواقع لتصوير عدد من الافلام، التي رُشّحت لبطولتها، وهي أفلام مشتركة منها “جسر الاشرار” سنة 1970، تلاه “الزائرة” سنة 1972 .
عادت هاله شوكت الى السينما المصرية مجدداً بفيلم “الخاطئون”، الذي تقاسمت فيه البطولة مع نجمة الاستعراض و الفوازير المصرية نيللي.
ومن أفلامها أيضاً “موعد مع المجهول” سنه 1959، و”سائق الشاحنة” سنه 1966، و”اللص الظريف” سنه 1970، و”الثعلب” سنه 1971، و”مقلب فى المكسيك” سنه 1972، و”زوجتي من الهيبز” سنه 1973.
وفى المسرح سجلت حضورها الأهم سنة 1979، عندما لمعت فى المسرحية الخالدة “كاسك يا وطن”، من تأليف محمد الماغوط، وإخراج دريد لحام .
الدراما التلفزيونية
عندما ابتدت الدراما التلفزيونية فى التوهج، كانت هاله شوكت حجر أساس فى أول أجزاء سلسلة “مرايا” مع ياسر العظمة، وتحوّلت خلال هذه الفترة من أدوار الحسناء و الفاتنة الى أدوار الأم، فقدمت شخصيات ونماذج لا تنسى فى عدة أعمال، نذكر منها “العريس” سنة 1975، و”الأجنحة” سنة 1983، و”حارة نسيها الزمن” سنه 1988، و”أيام شامية” سنه 1992.
كما أبدعت أيضاً في مسلسلات “يوميات جميل وهناء” و”العبابيد” سنة 1997، و”الجمل” و”عوده غوار” و”الفصول الاربعة” و”حي المزار” و”تلك الأيام” سنة 1999، و”الخوالي” سنة 2000، و”ورود فى تربة مالحة” سنه 2002، و”أبو المفهومية” و”بقعة ضوء” سنه 2003، و”عشتار” و”ليالي الصالحية” سنة 2004، و”كسر الخواطر” سنة 2006.
دار المسنين
كانت هاله شوكت تسكن فى بيت أنيق فى حي المزرعة بدمشق، لكنها أعطته لابنها وانتقلت لتقطن فى دار السعادة للمسنين، وقالت فى أحد لقاءاتها: “لقد تبدّل الحال كبرنا بالسن وأصبحنا بحاجه الى رعاية ومتابعة أشخاص آخرين والحمد لله على أنه ينعم علينا بالصحة و العافية… بيتي القديم سكن فيه ولدي وأنا أزوره باستمرار أي ليس هناك مشكله، وهو خياري، وللعلم هذه الدار مأجوره الدفع وأسعارها ليست رخيصة، لذا هي مكان مثالي لتكون داراً للمسنين الذين لا يستطيعون خدمة أنفسهم، مع الأخذ بعين الاعتبار أن فى الدار خدمه صحيه على مدار 24 ساعة، و الحمد لله لا أشعر بالعزلة ابداً، صار لدي صداقات كثيرة فدائماً هناك أشخاص أتبادل معهم الزيارات” .
- وعن أيامها الأخيرة قبل وفاتها يوم 28 نيسان/أبريل سنة 2007، قالت مديره الدار ميساء شعبان: “هاله شوكت انسانة مسالمة تعيش بهدوء وتحب من حولها، اجتماعية، وكانت تفرح بزيارة زملائها وأصدقائها من الفنانين والذين استمروا بزيارتها مثل دريد لحام وأسعد فضة ومنى واصف ولينا باتع”.
وفاتها
توفيت هاله شوكت عن عمر يناهز 77 عاماً فى 28 أبريل 2007 فى دار السعاده للمسنين بدمشق بعدما دخلته برغبتها حيث قضت أيامها الأخيره هناك.
معلومات قد لا تعرفها عن هالة شوكت
- نقل البعض عن الممثله المصرية الراحله فاتن حمامة، قولها: “هالة شوكت خطره على السينما المصرية”.
- وعن جمالها، أكدت هالة شوكت أن “الشام تشتهر بجمال بناتها في كل مكان وليس فقط في مجال الفن”.
- قبل وفاتها قالت: “ما دمت على قيد الحياة سأستمر في العمل بالفن”.