وفاة “بهجت سليمان” سفير النظام السابق في الأردن ومهندس نقل السلطة إلى بشار الأسد
أعلنت وسائل إعلام نظام الأسد، الخميس، وفاة سفير النظام السابق لدى الأردن، اللواء بهجت سليمان، عن عمر ناهز 72 عاماً.
وأفادت وكالة أنباء الأسد (سانا) أن سليمان توفي في أحد مستشفيات دمشق متأثراً بإصابته بفيروس كورونا، وتحديداً في مستشفى تشرين العسكري، وفقاً لما أكد موقع “روسيا اليوم”.
من هو “بهجت سليمان”؟
وُلد بهجت سليمان في مدينة اللاذقية عام 1949، وحصل على إجازة في العلوم العسكرية من الكلية الحربية بحمص عام 1970، ثم على شهادة ماجستير قيادة وأركان مكّنته من تقلّد أول منصابه الأمنية في سرايا الدفاع كـ “قائد لواء دبابات”.
حصل سليمان على شهادة “دكتوراه” في الاقتصاد السياسي عام 1982، وتنقّل بين عدة مناصب أمنية على مدار أربعة عقود عاشها مقرباً من عائلة الأسد، كما ينسب لنفسه العديد من البحوث والمؤلفات عن حافظ الأسد وابنه باسل، ويدعي أنه متابع للقضايا الفكرية والثقافية ودؤوب على حضور الندوات والجلسات الحوارية.
مهندس نقل السلطة، والناجي الوحيد من اجتماع الحريري
أسند حافظ الأسد إلى بهجت سليمان مهمة تأهيل “بشار” بعد وفاة “باسل”، وكان مسؤولاً عن ترتيب أمور نقل السلطة بالتزامن مع تدهور صحة الأسد الأب، فانتقى له (لبشار) الشخصيات الأنسب للتقرّب منه، مثل علي مملوك وهيثم سطايحي وسعيد بخيتان، وأطاح بآخرين لشكوكه بولائهم، أبرزهم علي دوبا ومحمد ناصيف وابراهيم حويجة.
لُقّب بهجت سليمان بـ “الناجي الوحيد” من بين الضباط السوريين الأربعة الذين حضروا اجتماع بشار الأسد مع رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري، قبيل اغتيال الأخير في 14 شباط/ فبراير 2005، إذ قضى الثلاثة الآخرون، وهم “غازي كنعان” و”جامع جامع” و”رستم غزالي”، إما قتلاً أو انتحاراً أو موتاً طبيعياً.
اجتماع سري أدى إلى طرده
وجرى خلال الاجتماع الأخير شتم الحريري وتهديده، وهو ما يرجّح نظرية تخلّص الأسد من الضباط الثلاثة، قبل أن يلجأ إلى تجريد سليمان من سطوته العسكرية والأمنية، ويعيّنه سفيراً لدى الأردن عام 2009، حيث بقي في منصبه إلى أن طُرد من عمّان بقرار شخصي من الملك عبد الله الثاني عام 2014.
وحول أسباب الطرد، أشارت تقارير إلى أن بهجت سليمان عقد اجتماعاً سرياً مع عدد من أنصار الأسد في منزله بالعاصمة الأردنية، تطرّق إلى أمور أمنية، وخرج بخطة لإطلاق حملة إعلامية من الأردن تستهدف دولة عربية داعمة للثورة السورية آنذاك، يُعتقد أنها السعودية.