خالد تاجا طفولة مولعة بالفن والرسم ولقب بأنطوني كوين العرب
من هو خالد تاجا؟
خالد تاجا ممثل سوري مخضرم إن لم يكن الأبرز على الإطلاق وهو من أصول كُرديّة، من مواليد 6 نوفمبر عام 1939 وتوفي في 4 أبريل عام 2012 حي ركن الدين، في مدينة دمشق، أطلق عليه الشاعر محمود درويش لقب أنطوني كوين العرب، وصنف ضمن أحد أفضل خمسين ممثلاً في العالم حسب مجلة التايم الأميركية.
طفولة مبكرة مولعة بالفن ومسيرة عظيمة
في سن الثامنة من عمره تبين أنّه مولع بالرسم، وفي سن العاشرة بدأ يتردد على مسارح دمشق، بعد مرور عدة سنوات شارك في بطولة عملين مسرحيين من تأليف وإخراج أحد أساتذته في المرحلة الثانوية، ثم انتقل عام 1956 إلى فرقة «المسرح الحر» مع توفيق العطري التي ضمت نخبة من الفنانين الكبار أمثال صبري عياد وحكمت محسن وأنور البابا وكان يرأسها الفنان الراحل عبداللطيف فتحي، وقدم حينها عدداً من أدواره على الخشبة لينتقل بعدها إلى الكتابة والإخراج المسرحيين. ومن أعماله في هذا المجال «بالناقص زلمة، خدام الأكابر» التي شارك في بطولتها أيضاً وتحديدا في عام في عام 1957 باتت خالدة في أرشيف المسرح السوري، كما ألف مسرحية «المجنون» التي لم تبصر النور بسبب الظرف المادي السيء الذي عانى منه بعد وفاة والده.
أما في السينما فكان دوره الأول في فيلم سائق الشاحنة الذي أنتجته المؤسسة العامة للسينما بدمشق عام 1966 حيث اختاره المخرج اليوغسلافي يوشكو فوتونوفيتش للقيام بدور البطولة، ومن ثم توالت أعماله الفنية السورية، ومن أفلامه الشهيرة فيلم الفهد الذي يعد واحد من أهم 100 فيلم في تاريخ السينما العالمية وفيلم رجال تحت الشمس عن عمل شهير للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني.
انضم لنقابة الفنانين في 21 أغسطس 1968.
ابتعد خالد تاجا عن العمل الفني 12 عاماً بعدما أصاب السرطان ثم عاد للعمل كممثل وله أكثر من 100 عمل درامي متنوع بين البيئة الشامية والاجتماعية التي طبعت في ذاكرة المواطن السوري والعربي على حدٍّ سواء كدوره في مسلسل الفصول الأربعة ويوميات مدير عام في الجزء الأول والتغريبة الفلسطينية وأيام شامية و آخر أيام التوت ودنيا وليس سراباً ونساء بلا أجنحة وإخوة التراب وتمر حنة والدغري وغزلان في غابة الذئاب وقاع المدينة وعشرات الأعمال الأخرى.
حياة خالد تاجا الشخصية
تزوّج تاجا أربع مرات انتهت جميعها بالطلاق أو الفراق، وكان زواجه الأول من المغنية السورية سحر المقلي، التي انتهت حياتها بحادثة مروعة في فندق «سميراميس» بدمشق مطلع الثمانينيات بسبب رفعت الأسد، وهو السبب الرئيسي الذي جعله يعلم مكنونات السلطة وخباياها ويكرهها دون التصريح بشكل علني.
كما كان متزوجا من الفنانة نائلة الأطرش وله بنت وحيدة تعيش خارج سورية، واختار منذ أواخر التسعينات أن يعيش وحيدا، مع فنه وذكرياته.
عرف موقفه في معارضته للنظام السوري بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011، ولا تستبعد المعارضة السورية اغتياله والتسبب بوفاته.
جوائز و تكريمات حصل عليها خالد تاجا
نال الراحل مجموعة من الجوائز والتكريمات منها الميدالية الذهبية في مهرجان دمشق السينمائي التاسع والجائزة الذهبية لأفضل ممثل في مهرجان القاهرة الحادي عشر للإذاعة والتلفزيون 2005 ودرع تكريم عن دوره في مسلسل التغريبة الفلسطينية بأبو ظبي وتكريماً في مهرجان بودابست ببلجيكا 2010
المرض والوفاة
في منتصف الستينات ابتعد خالد تاجا عن العمل الفني 12 عاماً بعدما أصاب السرطان إحدى رئتيه بسبب ولعه بالتدخين، ما أدى إلى استئصالها.
تجددت معركته مع المرض بعدما تجاوز السبعين من عمره، وانتهت تلك المعركة برحيله عن عمر ناهز 73 عاما، فقد دخل الفنان تاجا مشفى الشامي بدمشق ما يقارب العشرة أيام إثر نوبة تعرض لها، و أشيع خلال تلك الفترة أخبار عن وفاته بسبب النظام السوري لمعارضته إياه ولكن سارعت عائلته لتكذيبها، ولتؤكد يوم 4 أبريل 2012 وفاته رسميا في مشفى الحسين للسرطان بالأردن الذي نقل إليه قبل أربعة أيام من وفاته بسبب سرطان الرئة.