اول من رسم خريطة العالم
اول من رسم خريطة العالم
ما هي الخريطة
الخريطة عبارة عن رسم بياني أو تصوير لمنطقة جغرافية من الأرض مرسومة على سطح مستو في كثير من الحالات وتحتوي الخريطة على جميع الرموز والكلمات التي تحتاج إلى فك تشفيرها بواسطة قارئ الخرائط لذا فإن الخريطة ليست فقط صورة للأرض لكنها تعبير شامل عن المنطقة الجغرافية ومكوناتها فالسبب في ظهور الرموز والنصوص على الخريطة هو أن الحجم الطبيعي للمنطقة على الخريطة قد تقلص بشكل كبير ومن الصعب تحديد مكوناتها بدون رمز تعريف.
بداية رسم الخرائط و كيفية رسمها
يمكن إرجاع تاريخ رسم الخرائط إلى ما قبل ظهور الكتابة لأنه تم تسجيل العديد من لوحات الكهوف التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ كخرائط قديمة ويتم الاحتفاظ بالآثار الثقافية كدليل للمدن والبلدان وموقع الكنوز المفقودة.
يمكن إرجاع تاريخ الجداريات إلى سبعة آلاف سنة قبل الميلاد حيث أن هناك جدارية تعتبر من أقدم الخرائط في العالم ويعتقد أنها تمثل موقع مدينة كوبيكلي تبه في الأناضول القديمة.
كان القرن السادس قبل الميلاد هو بداية تطور أشكال الخرائط وقد ساهم كل من الرومان واليونانيين في تطوير الخرائط. لذلك سجل أناكسيماندر أول خريطة في العالم وقام بطليموس برسم مخططاً لها حيث استخدمه العلماء العرب في القرن الثامن وفي عام 1154 تضمن أطلس محمد الإدريسي الذي وضعه بنفسه معلومات عن العالم كان قد أخذها من التجار العرب المعروفين بكثرة السفر نظراً لتجارتهم.
في الماضي كانت الخريطة تُرسم على شكل حرف T هذا لأنه يظهر ثلاث قارات فقط هم آسيا وأوروبا وأفريقيا ولكن ظهر التمثيل الجغرافي الأكثر دقة في القرن الرابع عشر في ذلك الوقت تم تجميع خرائط البحارة المستخدمة للملاحة وتستخدم الأقمار الصناعية حاليًا لرسم أي خريطة أو أي تمثيل رسومي يتم فيه التحويل وتعد ترجمة بيانات الصور إلى خرائط أمراً ضرورياً للامتثال لمبادئ القياس التصويري والتي يمكن أن تنتج خرائط بدقة عالية.
في أواخر القرن العشرين أدى تطور تقنية التصوير عبر الأقمار الصناعية إلى إنشاء Google Earth وقواعد البيانات الأخرى المتاحة على الإنترنت وإنشاء خرائط تفصيلية حول خصائص النظام الشمسي وكواكبه في القمر والكواكب من خلال تكنولوجيا التصوير بالأقمار الصناعية.
اول من رسم خريطة العالم
البابليون : كان البابليون هم أول من رسم خرائط معظمها رُسمت على ألواح طينية يعتقد أنها رُسمت باستخدام تقنيات مسح دقيقة وتوضح هذه الخرائط السمات الطبوغرافية للأرض مثل التلال والوديان كما أنها هي أقدم خريطة في العالم وهي فريدة من نوعها لأنها تمثل الأرض رمزياً ويعود تاريخها إلى عام 600 قبل الميلاد
اليونانيون : رسم الإغريق أو اليونانيون خريطة للعالم لأن خريطتهم كانت واحدة من أقدم الخرائط الورقية المستخدمة للتنقل وتصوير مناطق معينة من الأرض وكان أناكسيماندر أول اليونان القديمة التي رسم خريطة للعالم أحد الأشخاص وهناك آخرون رسموا الخرائط مثل هيكاتيوس وهيرودوت وإراتوستينس وبطليموس حيث استندت تلك الخرائط التي رسموها إلى الملاحظات والحسابات الرياضية وكانت الخريطة اليونانية مهمة جداً لرسم الخرائط لأنها تبين أن اليونان هي مركز العالم المحاط بالمحيط والخريطة المرسومة في وقت سابق تبين أن العالم مقسم إلى قارتين هما آسيا وأوروبا وهذه الأفكار مستمدة من أعمال هوميروس بالإضافة إلى الكتاب اليونانيين الآخرين حيث اعتقد العديد من الفلاسفة أيضاً أن الأرض كروية مما أثر في رسم الخرائط لأن بطليموس استخدم نظام إحداثيات مشابهًا لخطوط الطول والعرض لرسم الخرائط أصبح التمثيل الدقيق لمنطقة الأرض أساسًا لرسم الخرائط الحالي والذي يعد مثالاً مبكراً لرسم الخرائط الجديدة.
الهنود : لعبت الحضارة القديمة التي نشأت في الهند دوراً في مجال رسم الخرائط القديمة لأن علماء الفلك ورسامي الخرائط ساهموا في رسم النجوم والأبراج الفلكية بناءاً على نظام رسم الخرائط القديم.
الصينيون : رسم الصينيون خرائط للعالم على الخشب والحرير لأن خرائطهم يمكن إرجاعها إلى القرن الرابع قبل الميلاد وهي من أقدم الخرائط الاقتصادية في العالم وفي ظل ظروف مختلفة لا يزال تطوير الخرائط في الصين مستمراً خلال فترة حكم أسرة تانغ تم رسم خريطة للصين والبرابرة في عام 801 حيث تظهر هذه الخرائط أن الصين أصبحت مركزًا لآسيا الوسطى يبلغ حجمه 30 قدمًا ويستخدم نظام إحداثيات مقياس دقيق.
في عام 1579 رسم غوانغ يويو أطلساً يحتوي على أكثر من 40 خريطة باستخدام نظام الإحداثيات لأنه أظهر معالم رئيسية مثل الطرق والجبال وحدود المناطق السياسية المختلفة بالإضافة إلى خرائط القرنين السادس عشر والسابع عشر للصين التي أظهرت عدداً من المناطق التي لا تزال قيد الاستكشاف فبحلول منتصف القرن العشرين أنشأت الصين معهد أبحاث جغرافيا مسؤولاً عن رسم الخرائط مع التأكيد على ضرورة إجراء مسوحات ميدانية في الخرائط التي تركز على الجغرافيا الطبيعية والجغرافيا الاقتصادية.
خريطة الإدريسي
رسم الإدريسي أول خريطة للعالم بأمر من الملك روجر الثاني ملك صقلية الذي منحه المال اللازم للسفر حول العالم لرسم الخريطة حيث بدأت رحلة الإدريسي عام 1138 و إنتهت بعد خمسة عشر عاماً بالتحديد في عام 1153 حتى وصل باليرمو حيث صدرت أول خريطة للعالم.
اعتمد الإدريسي في خريطته على استخدام خطوط الطول والعرض فيه فقد قسمها إلى سبعة أجزاء مدارية متساوية والفرق هو أنها تضع الجنوب في أعلى خريطة العالم والشمال في أسفل خريطة العالم والتي تختلف تماماً عن خريطة العالم الحالية.
يعتقد البعض أن الإدريسي كان مخطئاً في رسم خريطة العالم حيث أن بعد وفاته حدثت تغيرات كبيرة على المستوى العلمي والسياسي ساهمت في تغيير شكل الخريطة إلى الشكل الحالي.