العبرة من قصة قوم ثمود
العبرة من قصة قوم ثمود
يجب أن يعرف الجميع العبرة من قصة قوم ثمود الذين رفضوا عبادة الله ولم يقتنعوا رغم وجود معجزة وهي معجزة الناقة بعد أن شاهدوا خروجها من قلب الجبل بأم أعينهم ولكنهم على الرغم من هذا لم يأمنوا وظلوا على كفرهم وطغيانهم وفسادهم وظلمهم بل وذبحوا الناقة ووليدها فعاقبهم الله بالعذاب حيث سنتعرف على العبرة من قصة قوم ثمود من خلال موقعنا المورد.
من هم قوم ثمود
ثمود هي قبيلة عربية كانت تسكن في منطقة قريبة من تبوك تدعى أم القرى بالقرب من بلاد الشام وكانوا مشهورين بالعمل في الزراعة وحفر الآبار والبيوت التي كانوا يبنوها في الجبال وبارك الله تعالى في كل ما يفعلونه مما يجعلهم ينعمون بالسلام ولكنهم رغم كل ما هم فيه من نعيم كانوا يعبدوا الأصنام معصية لله عز وجل.
بعث صالح
كان سيدنا صالح عليه السلام قبل النبوة محبوباً للغاية في قوم ثمود حيث أنه كان طيباً لديه أخلاقاً حميدة حيث أن هناك بعض الناس يتوقعون أنه سيقود ثمود في يوم من الأيام.
فبعثه الله تعالى إليهم ليرشدهم وينهاهم عن عبارة الأصنام و يأمنوا بالله ولكنهم واجهوه برفض كبير ولم يصدقوه وقاموا بتكذيبه.
قصة الناقة
ذهب سيدنا صالح في يوم من الأيام إلى جماعة من قومه يعبدون صخرة ويتقربون إليها حيث كانت هذه الصخرة مقدّسة بالنسبة إليهم لأن آباءهم عبدوها وقرّبوا لها القرابين وكذلك هم يفعلوا فأخذ سيدنا صالِح يدعوهم إلى عبادة الله تعالى وحده من دون هذه المخلوقات فطلبوا منه دليلاً على صدق نبوته وهو أن يخرِج من هذه الصخرة ناقةً عشراء ( أي تحمل في بطنها حملاً) وتعهّد لهم صالح عليه السلام بقدرة الله تعالى على ذلك واللقاء في اليوم التالي عند تلك الصخرة.
لذلك بدأ سيدنا صالح بالدعاء لربه للاستجابة لطلباتهم فاستجاب الله سبحانه وتعالى لنبيه وأمر بشق الصخرة التي كانوا يقصدونها وخرجت الناقة كما طلبوها ولكنهم رغم هذا لم يأمنوا بل ازدادوا كفراً وطغياناً.
قتل الناقة
بعد معجزة الناقة حذر سيدنا صالح قومه أن يمسوا الناقة بسوء وطلب منهم أن يتركوها تأكل وتشرب في أرض الله بدون أن يؤذيها أحد فاتفقوا معه على بقاءها وتركها تأكل في أي مكان تريده فكانت البعير تورد الماء يوماً والناقة وابنها يوماً وقد كان الناس يشربون من لبنها.
أصل قصة قتل الناقة أن امرأتين في ثمود الأولى هي صدوق بنت المهيا بن زهير وهي امرأة ثرية كانت متزوجة رجل لكنه اسلم مع سيدنا صالح عليه السلام فقررت الإنفصال عنه وعرضت الزواج على ابن عمها مصرع بن مهجر بن المحيا إذا نجح في قتل الناقة والأخرى هي عنيزة بنت غنيم سيدة عجوز كافرة عرضت بناتها على قدار بن سالف وهو من أشهر المجرمين في قوم ثمود إذا قتل الناقة فأنها ستزوجه أي واحدة منهم.
فقام هذان الرجلان بالنداء في القوم بأن يقتلوا الناقة فإستجاب لهم سبعة رجال وأصبحوا تسعة كما أشار القرآن الكريم.
فذهبوا إليها في الليل وقتلوها بسيوفهم وكان لها ابن قد شهد الجريمة التي حدثت وهرب إلى الجبل الذي خرجت منه أمه وهرع إليه القوم ليلحقوا به ويقتلوه ولكنه نجا منهم حيث رغا 3 مرات وانشقت الصخرة فدخل فيها وقال بن إسحاق أنه عندما هرب إلى الجبل لحقه بعضاً من القوم وقتلوه مع أمه.
فعندما علم سيدنا صالح بما حدث غضب غضباً شديداً وقال لهم أن رغاء ابن الناقة فهو يدل على أن القوم سيلقون العذاب فأخد القوم يستهزا بما قاله صالح ففي اليوم الأول أصفرت وجوههم وفي اليوم الثاني أحمرت وجوههم وفي اليوم الثالث أسودت وجوههم وبعد نهاية اليوم الثالث قاموا ينادوا ألا قد مضى الأجل حتى جاء اليوم الرابع كانت هناك صرخة من السماء ورجفة من الأرض فماتوا جميعاً لم يبق أحد منهم إلا جارية قعيدة اسمها كلبة بنت السلق وكانت شديدة الكره لسيدنا صالح عليه السلام فما حل العذاب بقومها قامت تجري بسرعة حتى وصلت حياً من أحياء العرب وخبرتهم عما حدث لقومها وطلبت الماء لتشرب وماتت بعد أن شربت.
مرور الرسول والصحابة بديار قوم ثمود
عندما ذهب جيش المسلمين إلى غزوة تبوك أمر الرسول عليه الصلاة والسلام بالبقاء في هذه المنطقة من أجل الراحة والإستعداد لتكملة الرحلة فوجود ديار فيها آثار قديمة فقاموا بسؤال الرسول عن هذه الآثار وأصلها فأخبرهم أنها ديار قوم ثمود فوجدوا بئراً في هذا المكان فمنعهم الرسول من أن يشربوا من هذه البئر وأمرهم بالشرب من البئر الذي كانت الناقة تسقى منه.
وقد أمر الرسول الصحابة بأنهم إذا دخلوا على ديارهم لا يدخلوا إلا وهم يبكون فإذا لم يكونوا باكين لا يمكنهم الدخول حتى لا يصيبهم مثلما أصاب القوم.
العبرة من قصة قوم ثمود
يجب على الناس أن يأخذوا العبرة من قصة قوم ثمود ويتقوا الله ويخافوا من عذابه حتى لا يصيبهم مثلما أصابهم
- رفض قوم ثمود أن يكون صالح هو الذي يهديهم إلى عبادة الله وأنكروا عليه أن تكون له النبوة على سائر القوم وأن الذين أتبعوا سيدنا صالح هم الفقراء وبينما الأغنياء وباقي القوم ضده وقد كفروا بما أُنزل به فلابد على المسلم أن يسلك طريق الحق حتى وأن كان عدد من سلكوه قليل والإبتعاد عن طريق الضلال والباطل حتى وأن كان الغالبية هم من كانوا موجودين فيه.
- عندما قام قلة من الناس بقتل ناقة صالح حل العذاب بالقوم كلهم وليس من قتل فقط لأنه من سكت عن الحق ورضى به فجزاءه كجزاء من فعل حتى لو لم يشاركهم فيما فعلوه لذلك فيجب على المسلم أن يتجنب أعمال الكافرين والفاسقين حتى لا يصيبه مثلما أصابهم حتى وأن لم يشاركهم الفعل ويقوم بكل ما يرضي الله ورسوله.